توفي نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني، أحد أقوى وأكثر نواب الرؤساء الأميركيين إثارة للجدل في التاريخ الحديث، والذي كان من أبرز دعاة غزو العراق، عن عمر ناهز 84 عاماً.

وكان الجمهوري تشيني نائب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة خلال ولايتي الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش بين 2001 و2009، وهي مرحلة طبعتها أحداث كبرى أبرزها غزو العراق  و«الحرب على الإرهاب»، كما شغل منصب وزير الدفاع خلال حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم في عام 1991 بولاية الرئيس جورج بوش الأب.

Ad

وأفادت عائلته، في بيان صدر اليوم، بأن تشيني توفي مساء أمس بسبب مضاعفات الالتهاب الرئوي وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وخلال شغله منصب وزير الدفاع لعب تشيني دوراً بازراً في حرب تحرير الكويت في يناير 1991، فقد تولى الإشراف على الاستراتيجية العسكرية الأميركية، وشارك في التخطيط لعملية عاصفة الصحراء. وشارك في إعداد التحالف الدولي، وتنسيق التدخل العسكري مع دول الخليج، خصوصا السعودية، كما ساهم في وضع الخطط التي سمحت بالتحرك السريع للقوات البرية والبحرية والجوية.

ولم يكن دوره مقتصراً على الجانب العسكري، بل شمل التنسيق مع القيادة الأميركية والدول الحليفة لضمان فعالية التحرك واستقرار المنطقة. ورسّخ من خلال تصريحاته الرسمية فكرة أن حماية الكويت واستعادة سيادتها كانت جزءاً من الالتزام الاستراتيجي والأخلاقي للولايات المتحدة.

وكل ذلك جعل من تشيني أحد العقول العسكرية والسياسية التي ساهمت في نجاح سريع ونظيف نسبيًا، جعله يحظى بتقدير كبير في الكويت والعالم العربي.

وخلال توليه منصب نائب الرئيس وتحديدا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، أصبح تشيني من أبرز الأصوات الداعية إلى غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين. ولعب دورًا مركزيًا في صياغة مبررات الحرب، خصوصا فيما يتعلق بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل وعلاقاته المزعومة بالإرهاب. وكان من أقوى المؤيدين لمبدأ الضربة الاستباقية، ولتغيير الأنظمة كوسيلة لتحقيق الأمن الأميركي. وتحوّل إلى أحد رموز السياسة المتشددة الأميركية، إذ ارتبط اسمه بالاحتلال والفوضى اللاحقة، ما جعله شخصية مثيرة للجدل حتى داخل الولايات المتحدة نفسها.

واصطدم مع عدد من كبار مساعدي بوش، بمن فيهم وزيرا الخارجية كولن باول وكوندوليزا رايس، ودافع عن أساليب الاستجواب «المُعززة» للمشتبه فيهم في قضايا الإرهاب، والتي شملت الإيهام بالغرق والحرمان من النوم. ويمكن القول إن ديك تشيني كان “استراتيجياً ناجحاً” في حرب تحرير الكويت، و”أيديولوجي مثيراً للجدل” في حرب العراق.

وبعد سنوات من تركه منصبه، أصبح تشيني هدفا لانتقادات الرئيس دونالد ترامب، خصوصا بعد أن أصبحت ابنته ليز تشيني من أبرز الجمهوريين المنتقدين لمحاولات ترامب البائسة للبقاء في السلطة بعد هزيمته في الانتخابات، وعلى دوره في أعمال الشغب التي وقعت في مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.  وفاجأ الأميركيين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2024 حيت أعرب عن دعمه للمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، معتبرا أن ترامب غير مؤهل لتولي الرئاسة.