عِندَ الخَليجِ عَقَلتُ اليَومَ قاطِرَتي

ورُحتُ أرقُبُ في الآفاقِ باخِرَتي

Ad

جاءَت مُعَطَّرَةً بالطِّيبِ تَحمِلُهُ

والرِّيحُ يُرسِلُها في خَيرِ ماخِرَةِ

أرسَلتُها نَظْرَةً لِلأُفْقِ تَحضُنُهُ

فيها الوَشائِجُ تُبْدي عُمقَ آصِرَتي

أمسَكتُ بِالقَلَمِ المَيْمونِ في شَغَفٍ

إذْ أوضَحَتْ حُبَّكِ المَكنونَ خاطِرَتي

على شِراعٍ بريحِ العَزمِ مُنتَشِرٍ

أبصَرتُ بَدْراً بَدا يَبغي مُسامَرَتي

يُرَفْرِفُ العَلَمُ المَرفوعُ في ألَقٍ

فَوقَ المُحِبِّينَ في أرجاءِ حاضِرَتي

كُوَيْتُ يا نَفْحَةَ الآمالِ عابِقَةً

أنتِ المُنى وهَنائي قُطْبُ دائِرَتي

أنتِ الأمانُ وَكَمْ قد أشرَقَتْ قِيَمٌ

في حُبِّها أَزهَرَتْ أوراقُ ذاكِرَتي

هيَ الكُوَيْتُ الَّتي باليُمنِ حائِطُنا

عبر العهودِ اعبُري يا خيرَ سائرةِ

مَرَّ الهَوى بِدِيارٍ كُنتُ أعْهَدَها

كُوَيْتُ يا نَسْمَةَ الأَحلامِ آسِرَتي

عندَ المَدَى بِزِحامٍ في مَعالِمِنا

وَقَفْتُ أرقُبُ أذيالَاً لِطائِرَةِ

في كُلِّ رُكنٍ مِنَ الأركانِ لُؤلُؤَةٌ

فيها الجَمالُ يُنادي حَرفَ شاعِرَةِ

قد شارَفَتْ رِحْلَتي سيراً لِوِجهَتِها

نَحوَ المَرافِئِ والأحلامُ ماطِرَتي

رَبِّي سَألتُكَ بِالمَبعوثِ سَيِّدِنا

أَرنُو إلَيهِ وروحي كالمُسافِرَةِ

محمدٍ خيرِ خلقِ اللهِ كلِّهِمُ

والآلِ عِترتِهِ من نسلِ طاهرةِ

أن تَحفَظَ البَلَدَ المَأمونَ في سَعَةٍ

بِنُورِ حَمدِكَ في دُنيا وَآخِرَةِ

* شعر: ندى السيد يوسف الرفاعي