الأغنية أحد أجمل الفنون، وهي عمل إبداعي تشكل الأحاسيس والوجدان وترتقي بالمشاعر وتؤكد الهوية والانتماء الوطني. وفي الكويت كوكبة مبدعة ومميزة من شعراء الأغنية الذين نفتخر بهم لما قدموه من نصوص غنائية جميلة ومعبرة، نالت إعجاب الجماهير، ومازالت كلماتهم راسخة في وجداننا وذاكرتنا. ومن هؤلاء الشعراء الغنائيين د. أحمد مشاري العدواني ود. عبدالله العتيبي ويوسف ناصر وبدر بورسلي وعبداللطيف البناي وفايق عبدالجليل ومبارك الحديبي وساهر وغيرهم من الشعراء الغنائيين المبدعين.
وتم تكريم الشاعر الغنائي المبدع عبداللطيف البناي، أمس، في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، الذي استحق هذا التكريم عن جدارة، تقديرا لمسيرته الحافلة في الشعر الغنائي التي امتدت لأكثر من خمسين عاما من العطاء والإبداع. خلال هذه المسيرة الزاخرة، قدم أكثر من 700 أغنية وطنية وعاطفية ورياضية وأغاني ومسرحيات الأطفال وتتر المسلسلات التلفزيونية وأغاني المناسبات.
وتميزت أشعاره الغنائية بالإحساس الصادق وسلاسة الأسلوب والأفكار والصور الشعرية الجميلة والمبتكرة والمفردة الكويتية الأصيلة المفعمة بالنغم وعبق الماضي والتراث الكويتي الأصيل، كما تتميز كلماته بأنها خفيفة على الأذن تصل إلى الأعماق وتذوب في الوجدان. وقد أبدع في رسم صور شعرية مبتكرة، على سبيل المثال أغنية أنا رديت الرائعة
على خدك نوير الربيع زاهي
نظر عينك طفل عن دنيته ساهي
وله سجل حافل بالأغاني الناجحة التي تغنى بها كبار نجوم الغناء في الكويت والخليج والعالم العربي، وشكلت كلماته علامة فارقة في مسيرة العديد من الفنانين، مثل وداعية انا رديت مع عبدالكريم عبدالقادر، ورحلتي مع عبدالله الرويشد، وسكة سفر مع نبيل شعيل، وهلا بالطيب الغالي مع محمد عبده، وحاسب الوقت واجرح مع رباب.
وتربطني بالشاعر عبداللطيف البناي علاقة صداقة تمتد لأكثر من ثلاثين عاماً، عرفته خلالها عن قرب، فوجدت فيه نعم الصديق والإنسان، طيب القلب والمعشر، يعشق الكويت ويحمل في داخله إحساساً وعاطفة جياشة تنعكس بوضوح في كلمات أغانية. لديه شغف مستمر لكتابة الأغنية ويعايش النص وكأنه قطعة منه، يكتب بعفوية وإبداع متدفق، فتنساب كلماته من القلب إلى القلم. فلك يا بو ناصر كل الحب والشكر والتقدير لما قدمته عبر مسيرتك الشعرية العطرة، متمنيا لك دوام الصحة والعافية والعمر المديد.