شهد المركز الأمريكاني الثقافي أمسية موسيقية مميزة بعنوان «حِس الطار»، قدَّمها الفنان سعود المزيعل، بمُصاحبة فرقة السعد، وسط حضور لافت من عشاق الموسيقى والفنون الشعبية، الذين تفاعلوا مع أجواء الفن الأصيل والإيقاعات التراثية التي حملت عبق الماضي وأصالة الفن الشعبي الكويتي.

قدَّمت الأمسية الإعلامية فتوح الدلالي، التي استهلت الفعالية بكلمةٍ ترحيبية، قالت فيها: «من عبق الماضي أحمل إليكم سلاماً معطراً... سلاماً يليق بكم يا عشاق الموسيقى». وتابعت: «الأمسية بعنوان (حِس الطار)، ولا أدري لماذا حين رأيت هذا العنوان خطرت ببالي أغنية جميلة، من مقتطفاتها: (سمرنا سمرنا مع اللي نحبهم... سهرنا وقمرنا في ليلة فرح)».

Ad

وتحدَّثت الدلالي بعد ذلك عن آلة الطار، لتعطي الحضور لمحة موجزة عنه، مبينة أنه من أكثر الآلات الإيقاعية حضوراً في الفنون الشعبية الكويتية والخليجية بشكلٍ عام، مؤكدة أنه من المستحيل أن تُعزف فنون، مثل: السامري، والقادري، وبعض الفنون البحرية، من دون الطار، ووصفته بأنه «معشوق الفنانين»، وبه يتم إحياء الأفراح والمناسبات السعيدة، لافتة إلى أنه من أقدم الآلات الموسيقية المُستخدمة في العديد من الثقافات والحضارات. 

التراث الأصيل

عقب ذلك، ألقى الفنان المزيعل كلمة عبَّر فيها عن سعادته الكبيرة بالحضور، موجهاً شكره إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ودار الآثار الإسلامية، والمركز الأمريكاني الثقافي، على احتضان هذه الفعالية، التي تعكس روح التراث الكويتي الأصيل. وخص بالشكر مدير إدارة المصادر الثقافية والعلمية أسامة البلهان، وعضو لجنة الموسيقى المهندس صباح الريس، ليتألق بعدها مُقدماً باقة من الفنون الشعبية الكويتية الأصيلة، بمصاحبة فرقة السعد، التي أضفت على الأمسية رونقاً موسيقياً، وسط حضور غصَّت به القاعة من عشاق الفن التراثي.

استهل المزيعل الأمسية ب «الردحة»، التي اشتملت على «سلام يا هل الحوش»، و«عيال الكويت يا ذرى المضيوم»، و«جيناك يا البيت الرفيع العالي»، فامتلأت الأجواء بعبق الماضي، وصوت الطار الذي أيقظ ذاكرة الفن الشعبي الكويتي. 

وانتقل إلى لون آخر من الغناء الشعبي، ليصدح ب «الحُب ياهل الهوى فضاح... لا واعذابي من أسبابه»، قبل أن يُبحر بالحضور في تنوُّع جميل من الفنون الشعبية، مقدماً من الفن البداوي أغنية «قولوا هلا بالكويتية»، ومن الفن السواحلي: «عينو رمني»، و«صادفت قمري»، ومن الفن القادري «ليلى يا ليلى»، ومن الفن السامري «اغنم زمانك أمانة»، واختتم الأمسية بالأغنية الوطنية «شعب الكويت كلهم»، ليتفاعل معها الحضور بحماسٍ كبير وتصفيق متواصل، تعبيراً عن مشاعر الانتماء والفرح.

المدارس الغنائية 

وقد أبدع المزيعل في أدائه وتنوُّعه بين المدارس الغنائية الشعبية، مؤدياً كل لون بإحساس عالٍ وحضور متقن، فيما قدَّمت فرقة السعد أداءً متكاملاً عكس احترافية عالية وانسجاماً فنياً زاد الأمسية تألقاً. 

وزادت الصورة الجمالية للأمسية مع شاشة عرض تفاعلية، لتتناسق مع مضمون الفعالية، حيث قدمت خلفيات بصرية مستوحاة من التراث الكويتي والإيقاعات الشعبية، ما جعل الجمهور يعيش تجربة فنية متكاملة جمعت بين الصوت والإحساس. 

واختُتمت الأمسية بتصفيقٍ حار من الحضور، الذي ثمَّن هذا اللقاء الفني المُفعم بالتراث والوجدان، مؤكدين أن «حِس الطار» لم تكن مجرَّد أمسية موسيقية، بل رحلة حُب ووفاء لذاكرة الكويت الفنية.