تعتبر مملكة البحرين واحدة من أشهر الدول العربية المهتمة بالسياحة الثقافية، جنباً إلى جنب مع شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية، المعروفة بدعمها الواسع لأصحاب المتاحف الخاصة. وكذلك تهتم دولة قطر بتفعيل الثقافة والتراث في كل برامجها. أما دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد تصدَّرت الخريطة السياحية العربية بتنوُّع فعالياتها وبرامجها الثقافية والترفيهية طيلة العام، بجانب جارتها سلطنة عمان، ذات التراث العربي الأصيل والبيئة الجبلية والبحرية، التي خلقت مزيجاً ثقافياً متنوعاً عبر العصور مع العديد من الشعوب. ودولة الكويت نجمة السياحة الخليجية المتصدرة ثقافياً عبر عدة أعمال إعلامية وصحافية رائدة.
ولا يمكن للسائح العربي أن يغفل صاحبة أكبر وأحدث المتاحف تطوراً وتميزاً في العالم بجمهورية مصر العربية، التي يمتد التاريخ عندها بحضاراتها إلى آلاف السنين، وكذلك المملكة المغربية، التي تجمع التراث الأندلسي والعربي مع الأمازيغي، والجمهورية التونسية، التي لديها مزيج من التراث الروماني والإسلامي والعربي، وتشترك معها في ذلك الجمهورية الجزائرية المظلومة في الإعلام السياحي، إضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، التي تمتاز بتراث نبطي وروماني وإسلامي غني، وعندها إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة. ولا يمكن أن ننسى فلسطين الحُرة، وكيف كانت قبل 70 عاماً، وهي من الوجهات السياحية البارزة لمختلف الديانات.
الدول العربية الأخرى تمتلك سجلاً عريضاً يمتد من الشرق إلى الغرب، وطويلاً من الشمال إلى الجنوب، وتاريخها المجيد والعريق امتد إلى حضارات عديدة عبر القرون، مثل ما تملكه الجمهورية العراقية، وجارتها الجمهورية السورية، امتداداً إلى الجمهورية اللبنانية، وآثار بعلبك، والجمهورية اليمنية، التي رغم ويلات الحروب المتعاقبة عليها، فإن شعبها لا يزال متمسكاً بتراثه الأصيل والجميل، الذي امتد حتى القارة الإفريقية الغنية، بفنونها التراثية المتنوعة التي سجَّلها التاريخ، ابتداءً من الجمهورية السودانية، حتى الصومال وإثيوبيا وجزر القمر مع جيبوتي.
كل شبر من الأراضي العربية تجد فيه منهجاً علمياً تراثياً وثقافياً إسلامياً مميزاً يُضاهي بتسلسل بقائه وقوته إلى يومنا هذا أعرق الحضارات الغربية التي انتشرت في الوطن العربي بالحروب والاستعمار، واستثمرت الإعلام والترويج لإبراز حركاتها المتنوعة تحت عدة عناوين بعيدة بعضها عن الإنسانية، بأنها حركات فتح وتنوير، وبعضها تبشيري ما زالت بعض الشعوب تعاني ويلاتها إلى الآن.
تاريخ أمتنا العربية القوي، والمواقع التراثية، والعادات والتقاليد الأصيلة الباقية إلى الآن، شواهد عصرية ودلالات دامغة ضمن البرامج الثقافية والفكرية الجامعة لكل الفنون والعلوم في عصرنا الحالي، وأصبحت محطات سياحية يتعرَّف عليها السياح من الشرق والغرب، وآخذة في التطور مع إدخال التقنية الحديثة للتعريف بكل موقع، وما تحتويه بكل لغات العالم.
*إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي