تحت مظلة جامعة الكويت، الصرح الأكاديمي والبحثي الكبير، حدثت ثورة علمية في علم «نظرية الاحتمالات وتحليل البيانات»، خصوصاً في تخصص الإحصاء الرياضياتي والحاسوبي، وتحديداً في قِسم الإحصاء وبحوث العمليات في كلية العلوم، وكان هذا وما زال مصدر اعتزاز وفخر لي أن تحدث هذه الثورة العلمية. 

الجامعة، ومنذ انضمامي إليها، تدعم الأبحاث العلمية ذات الطابع المتميز، والجودة العالمية العالية، مما يُنتج دائماً المعرفة الحديثة والمتطورة. 

Ad

لذا أود هنا- وفي مجموعة من المقالات- أن أتحدَّث عن هذه الثورة البحثية العلمية، والتي حدثت في هذا الوطن العزيز المِعطاء، وتحت راية أمراء أثَّروا فِيَّ شخصياً، حكموا دولة الكويت، خصوصاً الأمير الراحل (أمير القلوب) الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله. 

ففي سنة 1998 دعا الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت إلى مأدبة عشاء في قصر بيان على شرف حضور المؤسسة التعليمية، وكُنتُ من هؤلاء الأعضاء الجُدد في الجامعة.

كان هذا الحدث بمنزلة لقاء مهم جداً لي، فقد جَمَع قيادة الدولة- متمثلة بأمير البلاد الشيخ جابر الأحمد، وجامعة الكويت- متمثلة بمديرة الجامعة، آنذاك، السيدة الفاضلة الأستاذة الدكتورة فايزة الخرافي، وأعضاء الهيئة التدريسية. 

تحدَّث الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد- وقتها- في خطابٍ وجَّهه لنا عن دور المؤسسة التعليمية كشريكٍ فعَّال في تطوير المعرفة الحديثة لتنمية مؤسسات الدولة. ومن هذا الخطاب الذي أثَّر فِيّ كثيراً، بدأنا العمل البحثي الجاد، تحت رعاية مدير الجامعة، آنذاك، وهو وزير التعليم العالي والبحث العلمي الحالي الأستاذ الدكتور نادر الجلال، فقد عَمل جاهداً على توفير كل سُبل العمل البحثي لأعضاء هيئة التدريس، ومن هذا المنطلق استطعنا في عام 2006م ابتكار وإنشاء توزيع احتمالي رياضياتي جديد في علم الإحصاء حصل على جوائز كثيرة في العالم، مُصمَّم لكي يتواكب مع كثير من المشكلات الإحصائية الحديثة، والذي يُعرف للمرة الأولى بتوزيع «وايبول» واسع الانتشار، حيث يستطيع هذا الاكتشاف المهم التكيُّف والانثناء الفعلي تحت ظروف متعددة وقاسية. ولديه كذلك القدرة على التعامل مع تشكيلة كبيرة من الظواهر المتنوعة، فقد أحدث ثورة علمية كبيرة في نظرية الاحتمالات، وتحليل البيانات، في مجال الإحصاء الرياضياتي والحاسوبي، وحصل على المرتبة الثالثة من أفضل 25 بحثاً في العالم من مجلة عالمية شهيرة، من يوليو إلى سبتمير 2006م، ثم حصل كذلك على المرتبة السابعة من أفضل 25 بحثاً، من أكتوبر إلى ديسمبر من السنة نفسها، كذلك حصل على المرتبة الحادية عشرة من أفضل 25 بحثاً في العالم، من أبريل إلى يونيو 2007م، كما حصل على المرتبة الثانية عشرة من أفضل 25 بحثاً في العالم، من يوليو إلى سبتمير 2007م، وحصل على المرتبة السابعة عشرة من أفضل 25 بحثاً، من أكتوبر إلى ديسمبر 2007م، ثم حصل على المرتبة الثانية عشرة من أفضل 25 بحثاً في العالم، من يوليو إلى سبتمير 2007م، وحصل كذلك على المرتبة السابعة عشرة من أفضل 25 بحثاً، من أكتوبر إلى ديسمبر من السنة نفسها... وللحديث بقية.