تبادل طرفا الصراع الأهلي في السودان الاتهامات بارتكاب «مذابح» راح ضحيتها مئات المدنيين في وسط وغرب البلاد.
وفي الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، اتهمت «القوة ال مشتركة»، الحليفة للجيش السوداني، «الدعم السريع» ب«إعدام أكثر من ألفي مدني أعزل معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن»، منذ سقوط المدينة بيد «قوات الدعم السريع» الأحد الماضي.
وأعلنت الحكومة السودانية رسمياً، أمس، مقتل أكثر من ألفي مدني في الفاشر على يد «الدعم السريع».
ووصفت نائبة مفوض «العون الإنساني» بالسودان منى نور الدائم، في مؤتمر صحافي بمدينة بورتسودان، «ما يجري في الفاشر بأنه «إبادة جماعية بحق المواطنين العزل».
كما أكدت شبكة أطباء السودان أن «الدعم السريع» قامت خلال ثلاثة أيام بقتل ما يقارب 1500 مدني في الفاشر، موضحة أن «أكثر من 14 ألف مدني قتلوا في الفاشر منذ بدء حصار قوات الدعم السريع للمدينة في مايو 2024».
وشاركت إلى جانب الجيش عدد من الحركات الدارفورية المسلحة التي وقعت مع حكومة السودان اتفاق سلام جوبا عام 2020، أبرزها «حركة تحرير السودان» بقيادة مني أركو مناوي، وحركة «العدل والمساواة» بزعامة جبريل إبراهيم.
وتضم منطقة دارفور عدداً من الجماعات الإثنية غير العربية، مثل جماعة الفُر، والزغاوة، والمساليت.
من جهة أخرى، نشأت قوات «الدعم السريع» مما يُعرف بميليشيا
ال “جنجاويد”، التي ارتبطت في نهاية القرن الماضي بعمليات قتل جماعي وتهجير في دارفور ضد الجماعات غير العربية.
وأشارت تقارير دولية الى أن «الدعم السريع» تستهدف الجماعات غير العربية في دارفور باعتبارهم «متعاونين محتملين» مع الجيش أو في «طور المقاومة».
في المقابل، أفادت صحيفة «السودانية نيوز» بحصولها على فيديو يظهر عناصر من الجيش السوداني وهم «يذبحون مدنيين في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان بوسط البلاد، المحسوبة على «الدعم السريع»، في تصعيد انتقامي عقب التطورات الميدانية الأخيرة التي شهدتها مدينة الفاشر».
ويكشف الفيديو عن جنود من الجيش وهم يعدمون أفراداً من قبائل يتهمونها أنها موالية لقوات الدعم السريع وسط هتافات وترديد شعارات مؤيدة للجيش»، طبقا للصحيفة.
وقالت الحكومة الموالية ل «الدعم السريع» إن «هذه العمليات تأتي ردا على الهزيمة العسكرية في الفاشر».
وفي وقت نددت عدد دول ومنظمات بينها الكويت والسعودية وقطر والاتحاد الأوروبي باستهداف «قوات الدعم السريع» للمدنيين في الفاشر، أعلنت حكومة إقليم دارفور الموالية ل «الدعم السريع» التزامها ب «حماية المدنيين وضمان أمنهم وسلامتهم، وأنها تواصل جهودها لتعزيز الاستقرار ومنع أي انتهاكات أو تجاوزات ضد المواطنين وممتلكاتهم».
القاهرة والخرطوم
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبدالعاطي، خلال استقباله في القاهرة، أمس، نظيره السوداني محيي الدين سالم، على»انخراط مصر بفاعلية في المسارات الساعية إلى وقف إطلاق النار وإقرار هدنة إنسانية شاملة تتيح نفاذ المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة المدنيين».
كما شدد عبدالعاطي على «تمسك مصر بوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، مؤكدا أن أمن السودان واستقراره يعدان جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة.