إدانة الرئيس الفرنسي السابق

دان القضاء الجنائي الفرنسي في باريس الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي في قضية تتعلق بتلقيه أموالاً غير مشروعة بملايين اليوروات، من رئيس ليبيا الراحل العقيد معمر القذافي، لدعمه في الانتخابات الرئاسية، وأنه سمح لمساعديه المقربين بالاتصال بمسؤولين ليبيين بهدف الحصول على هذا الدعم، وعاقب الحكم الرئيس الفرنسي السابق بالحبس خمس سنوات، مع تنفيذ الحكم فور صدوره، ولو طعن الرئيس بالاستئناف فيه، وهو ما نفذه الرئيس الفرنسي بالفعل، عندما استأنف هذا الحكم، ولكنه امتثل لحكم القضاء ودخل السجن، وقد حيّا رجال شرطة السجون لأنه يعلم وهم يعلمون أنه القضاء.

Ad

وفي ظلال العدل الذي هو أسمى الغايات وأنبلها قصداً، يصدر قضاة المحاكم أحكامهم والمتهم وديعة بين أيديهم ليحكموا في أمره بالعدل الذي هو أعز المقدسات وأغلاها، وهم فيما يصدرونه من حكم مدينون لربهم ولأنفسهم بما يعتقدون أنه الحق الخالص، سواء رضي بعض الناس أم سخطوا، وسواء وافق حكمهم هوى هذا البعض أو انحرف عنه. 

 إنها ولاية القضاء، وهي أعلى الولايات قدراً، وأجلها خطراً، وأعزها مكاناً، وأعظمها شأناً، وأشرفها ذكراً، خاصة مع ما قد تتعرض له المحكمة وقضاتها، والتي تختلف ولايتها عن سائر ولايات السلطات الدستورية جميعاً، بما يتحلى القاضي بصفات خاصة، وأهمها الحيدة والتجرد، بحيث لا يكون بينه وبين من يحكم له مودة يرجح معها عدم استطاعته الحكم بغير ميل أو عداوة.

تشرشل والقضاء

ويسجل تاريخ القضاء البريطاني للزعيم تشرشل سجل فخار عندما كان رئيساً لحكومة الحرب في خلال الحرب العالمية الثانية، والتي قضت على الأخضر واليابس، عندما جاءه وزير الحرب يخبره أن محكمة بريطانية أصدرت قراراً بمنع الطائرات العسكرية من التحليق قرب مقر المحكمة، والتي يشوش أزيزها على المحاكمات التي تجرى أمامها، فأصدر تشرشل أمره على الفور إلى وزير حربيته بتنفيذ قرار المحكمة، قائلاً له: خير لبريطانيا أن تخسر الحرب من إهانة قضائها، وعدم الامتثال لقرار المحكمة فيه إهانة للقضاء البريطاني لن يمحوها الزمن، وسوف يلحق العار ببريطانيا العظمي إلى أبد الدهر، أما الحروب فيوم علينا ويوم لنا.

الرئيس أيزنهاور والقضاء

وقد سجل تاريخ القضاء الأميركي للرئيس أيزنهاور صفحة فخر أخرى، إذ أصدر قراراً بإرسال قوة من الجيش الأميركي إلى ولاية أركنساس تحملها الطائرات لتنفيذ حكم المحكمة العليا الأميركية.

وكان حاكم ولاية أركنساس أصدر أوامره إلى قوات الحرس الوطني للولاية والشرطة بمنع تنفيذ الحكم الصادر لمصلحة الطالب الأسود جون ميرديث، بأن من حقه أن يلتحق بالجامعة التي قصرت الالتحاق بها على البيض. وحبست أميركا أنفاسها والمشاعر تغلي. وما ان رأى حاكم الولاية قوات الجيش الأميركي تتقدم من أبواب الجامعة وهي تحمل العلم الأميركي، حتى أذعن حاكم الولاية لحكم المحكمة وتنحى هو ومرافقوه عن أبواب الجامعة، ليدخل إليها الطالب الأسود جون ميرديث.

وللحديثة بقية إذا كان في العمر بقية.