هناك فئة من طلبة الكليات وهم ليسوا بالعدد القليل يواجهون فوبيا المشاركة خلال المحاضرة أو الرد على استفسارات أعضاء هيئة التدريس عند النقاش حول المادة المقررة بل هناك من يلتزم الصمت خلال الكورس الدراسي كاملاً رغم أنه من المتفوقين عند رصد درجات الاختبارات، وهذا الأمر يتشارك في طرحه العديد من الأساتذة الذين يسعون جاهدين لتقليل مخاوف هؤلاء الطلبة وتبسيط الأمور أمامهم لدمجهم وفك العائق الذي يقف حاجزاً أمام مشاركاتهم الذي يبرره البعض بأنه الخوف من الوقوع في الخطأ وما سيتركه من أثر عليه عند زملائه وغيرها من الأمور، رغم أن العكس صحيح، فالطالب لن يتعلم جيداً ما لم يتعلم من أخطائه ومشاركاته والوقوف عند كل الأمور في المسائل المتعلقة بالمواد الدراسية. فهناك من يقلل من هذا الأمر ويعتبره بسيطاً ويمكن تجاوزه دون أن يشعر بأنه سيساهم في بناء شخصية قد تكون مهزوزة ما بعد الدراسة سواء في اجتماعات العمل أو حتى بين الزملاء والمسؤولين، وكذلك تنعكس على علاقاته الاجتماعية عند النقاش حول أمر ما أمام جموع من الحضور، وطبعاً هذا يعود لعدم تحفيزه وتشجيعه منذ بداية دخوله رياض الأطفال ثم المدرسة بمختلف مراحلها على روح المشاركة والتعبير والحوار، فضلاً عن دور الأسرة التي تجاهلت هذا الجانب وجعلته يطغى على شخصية الابن أو الابنة لأنها جزء من «التربية» كما يعتقدون دون النظر لما سيؤول كل ذلك على شخصيتهم التي ستكون مهزوزة، وهذا الأمر لا يشمل جميع هذه الفئة، لأن هناك من هو قادر على تجاوز الأمر عند الكبر، بينما مرتبط من ستلازمهم خاصية فوبيا الحديث أمام الحضور، وهنا لا بد أن يعي كل من الأسر ووزارة التربية هذا الأمر، خصوصاً الاختصاصيين النفسيين الموجودين في المدارس، إذ عليهم مسؤولية مضاعفة في هذا الجانب، ويجب تحفيز الطلبة خلال الحصص الدراسية على ضرورة أن يكون لهم دور فاعل في المشاركات المختلفة، فضلاً عن ضرورة تفعيل الأنشطة المدرسية في مختلف المجالات، لما لها من أثر إيجابي على شخصية الطالب وتمكينه من ضرورة أن يعي أهمية دوره في كل مشاركة أو نقاش أو طرح آرائه وكيفية الاستفادة من آراء الآخرين، فمن المهم أن يُخصص جزء من الحصص الدراسية لحلقة نقاشية بمشاركة جميع الطلاب، وهذا الأمر سيسهل على الطالب استيعابه للدروس، وسيساهم في بناء شخصيته حتى لا يصبح البعض هُم والكراسي التي يجلسون عليها نفس الهدف، فماذا لو قام الاختصاصيون النفسيون والاجتماعيون بزيارات للفصول الدراسية في المدارس المخصصة لهم وحضور الحصص الدراسية والتعرف عن قرب على الطلبة ومشاركاتهم ومساعدة غير القادرين على ذلك ووضع آلية لنزع المخاوف منهم أو الإحراج الذين يتعرضون له عند الحديث أمام زملائهم، أو حتى عند عدم استيعابهم أو استدراكهم لما يتم شرحه أو استعراضه من قبل الأساتذة حتى لا تتحول إلى مشكلة تلازم الطالب طوال مسيرته التعليمية والمستقبلية.
آخر السطر:
الاختصاصيون النفسيون والاجتماعيون في المدارس عليهم مسؤوليات في متابعة أوضاع الطلبة.