ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.46 دولار ليبلغ 64.53 دولارا للبرميل في تداولات الأربعاء مقابل 63.07 دولارا للبرميل في تداولات الجمعة الماضي، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وفي الأسواق العالمية، قفزت أسعار النفط بنحو 4 في المئة صباح اليوم مواصلة المكاسب من الجلسة الماضية، بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركتي النفط الروسيتين الكبيرتين روسنفت ولوك أويل بسبب الحرب في أوكرانيا.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 2.71 دولار أو 4.3 في المئة إلى 65.30 دولارا، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.56 دولار أو 4.4 في المئة إلى 61.06 دولارا.
وذكر أولي هانسن رئيس استراتيجية السلع الأولية في ساكسو بنك أن أسعار الخام قفزت بعد بدء تطبيق العقوبات الأميركية، وستحتاج بذلك المصافي في الصين والهند إلى البحث عن مصادر بديلة للخام لتجنب الاستبعاد من النظام المصرفي الغربي.
وأبدت الولايات المتحدة استعدادها لاتخاذ المزيد من الإجراءات، وحثت في الوقت نفسه موسكو على الموافقة فوراً على وقف إطلاق نار في أوكرانيا.
وفرضت بريطانيا عقوبات على روسنفت ولوك أويل الأسبوع الماضي. كما وافقت دول الاتحاد الأوروبي على فرض الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات على روسيا بسبب الحرب، والتي تشمل حظرا على واردات الغاز الطبيعي المسال من روسيا.
وبعد الإعلان مباشرة عن العقوبات الأميركية، ارتفعت العقود الآجلة لخامي برنت وغرب تكساس الوسيط بأكثر من دولارين للبرميل مدعومة أيضا بانخفاض مفاجئ في المخزونات الأميركية.
وقال جيوفاني ستاونوفو المحلل في يو.بي.إس إن تأثير العقوبات على أسواق النفط سيعتمد على رد فعل الهند وما إذا كانت روسيا ستجد مشترين آخرين.
وذكرت مصادر في قطاع النفط الخميس إن من المتوقع أن تقلص شركات التكرير الهندية وارداتها من النفط الروسي بشكل حاد بسبب العقوبات الجديدة. وأصبحت الهند أكبر مشتر للخام الروسي المنقول بحرا بأسعار مخفضة في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا عام 2022.
وقال مصدران مطلعان إن شركة ريلاينس إندستريز الخاصة، وهي أكبر مشتر للنفط الروسي في الهند، تعتزم تقليل وارداتها أو وقفها تماما.
لكن تشكك السوق بشأن ما إذا كانت العقوبات الأميركية ستؤدي فعلا لتحول جوهري في المعروض حد من مكاسب النفط. وشهدت أسعار النفط انخفاضات على مدى الشهر المنقضي بسبب مخاوف من تخمة المعروض بعد زيادات من أوبك+ للإنتاج.
لكن على صعيد الطلب، ذكرت إدارة معلومات الطاقة اليوم أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة انخفضت الأسبوع الماضي مع زيادة أنشطة التكرير وقوة الطلب.
عقوبات بريطانية
قالت مصادر متعددة مطلعة إن عددا من الموردين ألغوا مبيعات نفط من الشرق الأوسط وكندا إلى شركة يولونغ للبتروكيماويات بعد أن فرضت بريطانيا عقوبات على شركة التكرير الصينية، الأمر الذي من المرجح أن يضطرها إلى شراء المزيد من الخام الروسي.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لشركة التكرير الأحدث في الصين 400 ألف برميل يوميا، وهي من أكبر مشتري النفط الروسي المنفردين في البلاد.
وصارت يولونغ من بين الكيانات التي فرضت عليها بريطانيا عقوبات الأسبوع الماضي للحد من عوائد النفط الروسي المستخدمة في تمويل الحرب الأوكرانية.
وقالت المصادر إن من بين الموردين الذين يلغون المبيعات شركات أوروبية كبرى مثل توتال إنرجيز وبي.بي، بالإضافة إلى أرامكو السعودية ومؤسسة البترول الكويتية وشركة ترافيجورا للتجارة وشركة بتروتشاينا إنترناشيونال الحكومية الصينية.
وتنطبق معظم الإلغاءات على الشحنات الفورية التي كان من المقرر تحميلها بعد 13 نوفمبر عندما تدخل العقوبات حيز التنفيذ.
ووفقا لثلاثة من المصادر مطلعة على هذه الصفقات، تشمل الإلغاءات شحنتين تبلغ كل منهما مليوني برميل من الخام من مؤسسة البترول الكويتية وأرامكو.
وقال مصدران آخران على دراية بهذه الصفقات إن شركتي بتروتشاينا إنترناشيونال وتوتال إنرجيز خرجتا من صفقات توريد خام ثقيل يجري تصديره من كندا.
وأحجمت شركتا بي.بي وأرامكو عن التعليق. ولم ترد مؤسسة البترول الكويتية ولا توتال ولا بتروتشاينا ولا يولونغ على طلبات للتعليق.
ووفقاً لمصادر مطلعة على معاملات الشركتين، فإن ترافيجورا تزود يولونغ بمليوني برميل شهريا من الخام العماني وخام حقل زاكوم العلوي في أبوظبي بموجب عقد سنوي.
النفط الروسي
قالت المصادر إن قرار إلغاء العقود ينبع جزئيا من مخاوف بشأن القدرة على سداد المدفوعات، إذ ستتجنب بنوك غربية كبرى التعامل مع الكيانات الخاضعة للعقوبات.
ومع تضاؤل إمكانية الحصول على إمدادات النفط الخام غير الخاضعة للعقوبات، من المرجح أن تشتري يولونغ المزيد من النفط الروسي، الذي يمثل بالفعل حوالي نصف احتياجاتها.
وقال سون جيانان المحلل في شركة إنرجي أسبكتس للاستشارات «نسمع بالفعل أن يولونغ تتجه نحو معالجة براميل من النفط الخاضع للعقوبات بشكل رئيسي وهو ما قد يستلزم، على غرار تأثير العقوبات على نايارا، خفضا في معدلات التشغيل».
وخفّضت شركة نايارا إنرجي الهندية، المملوكة جزئيا لشركة روسنفت الروسية العملاقة، معدلات تشغيل مصافيها بعد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات في يوليو. وتستورد الشركة النفط من روسيا حصريا بعد أن أوقفت أرامكو السعودية وشركة تسويق النفط العراقية (سومو) المبيعات.
وقال مسؤول تنفيذي تواصل شركته توريد النفط إلى يولونغ، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه نظرا لحساسية الأمر، إنه في حين تنأى الشركات الكبرى بنفسها عن يولونغ يمكن للشركات الأصغر التي لا ترتبط ببريطانيا مواصلة التعاملات.
وتشتري يولونغ ما بين 150 ألف و250 ألف برميل يوميا من النفط الخام الروسي، وفقا لتقديرات التجار وشركة فورتيكسا لتتبع ناقلات النفط.
ومعظم واردات يولونغ من روسيا هي من مزيج إسبو الذي يستخرج من ساحل روسيا على المحيط الهادي، إذ تفضله المصافي الصينية نظرا لقصر فترة عبور الشحنات.
وأشار ثلاثة من المتعاملين المطلعين على نهج مشتريات يولونغ إلى أن الشركة استوردت أيضا خام أورال من موانئ في الجانب الأوروبي من روسيا.
وقال اثنان من هذه المصادر إن يولونغ تحصل على معظم إمداداتها الروسية من تجار مرتبطين بكبار المنتجين الروس.