أطلقت جائزة الشيخ يوسف بن عيسى للكتاب دورتها الأولى (2025–2026)، خلال مؤتمر صحافي أُقيم بمسرح المركز الأمريكاني الثقافي، بحضور عددٍ من الشخصيات الثقافية والإعلامية وممثلي المؤسسات الداعمة للجائزة.
افتُتح المؤتمر بكلمة ترحيبية ألقاها الإعلامي حسين سنا، رحَّب فيها بالحضور والمشاركين، واستعرض فكرة الجائزة، ورسالتها الثقافية، ودورها في دعم الإبداع والمعرفة بالعالم العربي، ومن مقتطفات كلمته: «إن جائزة الشيخ يوسف بن عيسى اليوم، هي محاولة لعرفان صنيع الرجل، وردّ الجميل له، وللدور الذي لعبه في تطوير التعليم ونهضة البلاد، وهي اقتداء واستمرار لرسالة بدأها منذ أكثر من قرن، رسالة الإيمان والعلم، والانفتاح والبحث، والعمل العام في سبيل النهضة الثقافية والحضارية».
وذكر سنا أن الجائزة تتفرَّع إلى ثلاثة فروع، هي: الرواية، والتاريخ، والتعليم، وقد سبق أن أغلق باب التقديم واستقبال الترشيحات والبدء بتقييم الكُتب المشاركة، على أن يتم إعلان القوائم الطويلة في نوفمبر القادم، ثم إعلان القوائم القصيرة في فبراير 2026. وفي النهاية عقد مؤتمر الجائزة السنوي وإعلان الفائزين في أبريل 2026.
نفس الروح والهدف
تلتها كلمة رئيس مجلس الأمناء، د. عبدالعزيز السلطان، الذي قدَّم نبذة تاريخية عن مسيرة الشيخ يوسف بن عيسى، وجهوده في التعليم والإصلاح، مؤكداً أن الجائزة تمثل امتداداً طبيعياً لتلك النهضة التي قادها الشيخ يوسف ورفاقه في مطلع القرن العشرين، ليقول: «جائزة الشيخ يوسف بن عيسى للكتاب، التي نحتفي بها اليوم، هي امتداد طبيعي لتلك المسيرة المستنيرة. إنها تحمل نَفْس الروح ونَفْس الهدف، أي دعم المعرفة والإبداع، وإثراء الحركة الثقافية في عموم الوطن العربي، بتشجيع الإصدارات في حقول الآداب والعلوم الإنسانية بدايةً، وقد تمتد لاحقاً- في المدييْن المتوسط والبعيد- لتشمل الحقول المعرفية الأخرى».
وأشار السلطان إلى أن الجائزة انطلقت بمبادرة من القطاع الأهلي، بمساهمة عددٍ من الشركات والمؤسسات، بهدف دعم المعرفة والإبداع في مجالات الآداب والعلوم الإنسانية، وصولاً إلى بناء وعيٍ ثقافي وتنموي مستدام.
وختم كلمته: «آمل أن تحفز هذه المبادرة المزيد من المبادرات الأهلية، التي تستثمر في الإرث المادي والمعنوي لرجالات الكويت ورموزها. كما أتمنى أن تؤدي في النهاية إلى تنمية وعي الإنسان، والارتقاء بالوعي العام، وخلْق مجتمعٍ يتحلَّى بقيمٍ إنسانيةٍ رفيعة».
نشر الوعي وبناء الإنسان
من جهتها، استعرضت الأمينة العامة للجائزة، الروائية بثينة العيسى، في كلمتها، قصة تأسيس الجائزة، وأهدافها، وأعربت عن شكرها العميق للجهات الداعمة والرعاة الذين تبنّوا فكرة الجائزة منذ بدايتها، وفي مقدمتهم: شركة فوزك التعليمية، وشركة كيو إنترناشيونال كونسلتنس، وشركة علي عبدالوهاب المطوع، وشركة كيا المطوع، وجمعية سلطان التعليمية، ومبرة الشيخ صباح السالم المبارك الصباح، والجامعة الأمريكية في الكويت (AUK)، وشركة Kuwait Solutions Expert، وشركة XY Studio، وورثة شملان يوسف بن عيسى، وZBOM (زي بوم)، ومنصة أبجد، وشبكة لينك الإعلامية.
وأكدت أن هذا الدعم الأهلي يُعيد إلى الأذهان روح الشراكة المجتمعية التي شكَّلت أساس النهضة التعليمية الأولى في الكويت.
وأعلنت العيسى أن الجائزة استقبلت في دورتها الأولى 532 مشاركة، توزعت على 390 كتاباً في مجال الأدب (الرواية)، و79 كتاباً في التاريخ، و63 كتاباً في التربية والتعليم، توزَّعت هذه المشاركات على 32 دولة؛ تصدَّرتها مصر بـ 249، تلاها العراق بـ 36، فالجزائر بـ 34، وسورية بـ 33، والسعودية بـ 28، وفلسطين بـ 25، والكويت بـ 21، ثم المغرب بـ 19، فالأردن بـ 16، وتونس بـ 11، وعمان بـ 10، فيما توزَّعت بقية المشاركات على 21 دولةً.
وأوضحت أن القوائم الطويلة للمرشحين ستعلن في نوفمبر المقبل، بالتزامن مع معرض الكويت الدولي للكتاب.
وفي الختام، قالت العيسى: «نأمل أن تُسهم هذه الجائزة في تسليط الضوء على روايات خلَّاقة تعبِّر عن إنسان اليوم وتساؤلاته، وأن تضيء دراسات جوهرية ومُلحَّة، سيثمر دعمها وانتشارها في نشر الوعي وبناء الإنسان».
بدوره، قدَّم د. إبراهيم الحوطي محاضرة بعنوان: «يوسف بن عيسى: مؤسس وصانع الريادة التعليمية»، تناول فيها الإرث التربوي والفكري للشيخ يوسف بن عيسى، ودوره الريادي في ترسيخ التعليم الحديث بالكويت.
وفي ختام المؤتمر، عبَّر الإعلامي حسين سنا عن شكره للحضور والمؤسسات الداعمة للجائزة، مؤكداً أن هذه المبادرة الثقافية تمثل إضافة نوعية للمشهد الثقافي الكويتي والعربي، وتكريساً لقِيم الريادة التي أسسها الشيخ يوسف بن عيسى قبل أكثر من قرن.