تسعى شركة إنتل (Intel) للحصول على تمويل بقيمة 5 مليارات دولار لاستعادة هيمنتها المفقودة في صناعة أشباه الموصلات. وقد أعاد إعلان الشركة عن اتفاقها الشهر الفائت مع (Nvidia) الثقة والأمل إلى المستثمرين.

فهذه الأموال التي تحتاجها الشركة قد تساعدها على إعادة تموضعها في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي (AI) المتسارعة. وبعد الإعلان مباشرة، ارتفعت أسهم شركةً إنتل بنسبة 23%، مما يشير إلى تجدد تفاؤل المستثمرين.

Ad

على مدى سنوات، واجهت شركة إنتل صعوبات في مجاراة شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) التي أصبحت اليوم أكبر وأحدث مصنع للرقائق الإلكترونية في العالم.

وبينما اتجه معظم القطاع إلى فصل تصميم الرقائق عن تصنيعها، اختارت شركة إنتل المسار المعاكس، إذ أبقت على التصميم وصناعة الرقائق ضمن شركة واحدة.

في عام 2021، أطلقت الشركة مشروعها الخاص لتصنيع الرقائق بعقود خارجية تحت اسم Intel Foundry Services (IFS) بهدف منافسة TSMC، Samsung لكن هذه المبادرة واجهت صعوبة في جذب عملاء خارجيين، مما جعل شركة إنتل تتأخر في سباق تزويد شركات التكنولوجيا الكبرى.

ورغم هذه التحديات، لا تزال شركةً إنتل تمتلك ميزة مهمة، وهي «تقنية تغليف الرقائق المتقدمة» التي تتيح ربط تصاميم متعددة من الشرائح بكفاءة عالية. وقد تمنح هذه التقنية الجيل الجديد من رقائق الشركة ميزة تنافسية وتساعدها على جذب المزيد من الاستثمارات من الشراكات الكبرى لتوسيع الإنتاج.

ويرى الخبراء في صناعة الرقائق أن أفضل طريق أمام شركة إنتل يتمثل في فصل الشركة إلى كيانين أحدهما يركز على تصميم الرقائق، والآخر على تصنيعها.

مثل هذا الفصل قد يفتح الباب أمام تعاون أوسع مع شركات كبرى مثل Nvidia وQualcomm وAdvanced Micro Devices (AMD) كما يمنح المستثمرين - بما في ذلك الحكومة الأميركية التي استحوذت مؤخراً على حصة بنسبة 10% - مرونة أكبر للاستثمار في قطاعات محددة من صناعة الرقائق دون التعرض لكامل مخاطر الشركتين معاً.

ومع ذلك، فإن تجزئة عمليات شركة إنتل ليس بالأمر السهل، فبحسب تقارير الشركة، تعمل مصانعها بخسارة، كما أن فصل عمليات الإنتاج المترابطة منذ عقود قد يكون معقداً مالياً وتشغيلياً.

ومع هذا، فإن استثمار Nvidia الأخير يشكل أملاً جديداً، فإذا تمكنت شركة إنتل من جذب المزيد من الشراكات من عملاء المصانع الرقائق الآخرين، فقد تحصل على رأس المال اللازم لبناء منشآت تصنيع متطورة وتعزيز موقعها في سوق أشباه الموصلات العالمية.