لغز محير فعلاً! كيف يمكن أن نملك منتخباً وطنياً للناشئات في كرة القدم مشاركاً في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا تحت 17 سنة، بينما لا نملك دورياً رسمياً للسيدات لا لهذه المرحلة ولا غيرها، ولا حتى قاعدة أندية نشطة تمارس اللعبة؟ الأمر يبدو وكأننا نجهز فريقاً للمشاركة في سباق عالمي، دون أن نعلم إن كان لدينا مضمار من الأساس!
الوضع الحالي غريب وغير منطقي، فمن الناحية الواقعية لا يوجد سوى ناديين فقط يمارسان اللعبة، إضافة إلى بعض الأكاديميات الخاصة التي لا تخضع لرقابة أو تقييم فني دقيق. فكيف يتم اختيار اللاعبات؟ وبأي معايير فنية أو بدنية أو حتى نفسية؟ وهل التدريبات وحدها كافية لتجهيز منتخب يخوض بطولة رسمية دولية؟ وربما هذا يطرح سؤالاً أساسياً: لماذا لا تُلزم جميع الأندية، بلا استثناء، بتأسيس أنشطة نسائية؟ فالاستمرار في قصر الرياضة النسائية على أندية مخصصة فقط هو قرار متخلف تجاوزه الزمن، ويتعارض مع التوجهات الدولية في تمكين المرأة رياضياً، بل ويحد من بناء قاعدة عريضة من اللاعبات يمكن تطويرهن.
وهنا لا بد أن نؤكد أن المشاركة في البطولات الدولية باسم الكويت من أجل المشاركة ليست إنجازاً، بل قد تكون عبئاً إن لم تُبنَ على أسس صحيحة. لذلك، إن كنا جادين في تطوير كرة القدم النسائية أو أي لعبة أخرى، فلنبدأ من القاعدة: دوري منظم، دعم حقيقي للأندية وفرض المشاركة فرضاً واجباً غير قابل للنقاش، وأطر فنية واضحة، فالمباريات تختلف عن التدريبات، واللياقة الذهنية والبدنية للاعبة الناشئة تُبنى عبر منظومة متكاملة من التدرج بالمنافسة، وليس بالزج المفاجئ في محافل تتطلب مستوى عالٍ من الجاهزية، والأسوأ من ذلك، أن النتائج السلبية المتوقعة لا تؤثر فقط على سمعة اللعبة، بل على نفسيات اللاعبات أنفسهن، فالتعود على الخسارة منذ الصغر يخلق جيلاً بلا طموح، وبلا شغف، وبلا ثقة.
بنلتي
منتخب بلا دوري مثل امتحان بلا دراسة... النتيجة؟ «خسارة بالأرقام الفلكية» نتمنى ألا يأتي يوم يخرج علينا من يشتكي من الحظ وسوء التحكيم والضغط النفسي... لأن كلنا نعرف أن المشكلة من الأساس! منتخب بلا دوري، وأندية بلا نشاط نسائي... «بعدين نقول نبي نتايج وإنجازات».