وضعت تدخلات من السعودية وقطر حداً لاشتباكات عنيفة بين القوات التابعة لحكومة حركة «طالبان» في أفغانستان والجيش الباكستاني، كادت تتحول إلى حرب واسعة، في حين أعربت وزارة الخارجية عن قلق الكويت البالغ حيال التصعيد، داعية الجانبين إلى «ضبط النفس وتغليب لغة الحوار وحل الخلافات بالطرق السلمية».

وقال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي، والمتحدث باسم حكومة «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، إن قطر والسعودية تدخلتا لوقف النار، بعد إعلان حكومة الحركة انتهاء عملية عسكرية شنتها على 5 ولايات باكستانية تقع على طول خط الحدود بين البلدين.

Ad

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع في حكومة «طالبان»، عناية الله خوارزمي، إن كابول شنّت الهجوم ليل السبت - الأحد «رداً على الانتهاكات المتكررة والضربات الجوية التي استهدفت الأراضي الأفغانية بمبادرة من الجيش الباكستاني»، في إشارة إلى ضربات جوية استهدفت العاصمة الأفغانية كابول الخميس الماضي واستهدفت، حسب تقارير، زعيم حركة «طالبان - باكستان»، الشقيق الباكستاني للحركة التي تحكم أفغانستان.

وأفادت السلطات التابعة لـ «طالبان» بمقتل أكثر من 58 جندياً باكستانياً وتسعة أفغان على الأقل، مؤكدة سيطرة قواتها على 25 موقعاً أمنياً باكستانياً.

في المقابل، أعلن الجيش الباكستاني مقتل 23 من جنوده و200 من عناصر «طالبان وإرهابيين تابعين لها».

ودان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ما أسماه «الاستفزازات الأفغانية»، وقال في بيان: «لن تكون هناك أي مساومة على الدفاع عن باكستان، وسيقابل كل استفزاز برد قوي وفعال»، متهماً سلطات «طالبان» بالسماح لـ «عناصر إرهابية» باستخدام أراضيها، في حين أغلقت إسلام آباد كل المعابر الحدودية بين البلدين.

وبدأ التصعيد، الخميس الماضي، إثر تعرض العاصمة الأفغانية ومنطقة جنوب شرقي البلاد لغارات جوية، قالت «طالبان» إن باكستان تقف وراءها. ولم تؤكد إسلام آباد رسمياً شنها الغارات، لكن مسؤولاً أمنياً باكستانياً أفاد بأن الهجمات استهدفت زعيم حركة «طالبان - باكستان».

وكان وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف قال أمام البرلمان، الخميس الماضي، إن الجهود العديدة لإقناع «طالبان» بالتوقف عن دعم «طالبان - باكستان» باءت بالفشل. وأكد «لن نتسامح مع هذا الأمر بعد الآن»، داعياً إلى «التكاتف في الرد على مَنْ يسهّلون لهم الأمر، سواء كانت المخابئ على أراضينا أو في الأراضي الأفغانية».

وتقول باكستان إن هجمات «طالبان ــ باكستان» شهدت ارتفاعاً ملحوظاً منذ تولي «طالبان» السلطة في كابول في صيف عام 2021. وتنفي «طالبان» هذه الاتهامات، متهمة من جانبها إسلام آباد بمساعدة «مجموعات إرهابية» تعمل ضدها، لا سيما تنظيم «داعش».

وجاء التصعيد غداة زيارة للوزير أمير خان متقي إلى الهند الخصم التقليدي لباكستان. ودانت إسلام آباد تصريحات لخان متقي من دلهي اعتبر فيها أن مشكلة الإرهاب هي قضية داخلية باكستانية، كما ألمح إلى الاعتراف بأن منطقة كشمير المتنازع عليها بين دلهي وإسلام آباد هندية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، طالب بـ «استعادة» قاعدة باغرام في أفغانستان محذراً من عواقب وخيمة في حال لم يتم ذلك.