ما جاء في مقال الكاتب عبد العزيز العنجري بجريدة السياسة الخميس الماضي صحيح، ويفترض أن يعي جماعة «وين رايحين احنا وياكم» مضمون المقال، فالزميل يستغرب الحال في دولة يتجاوز العجز فيها خمسة في المئة من الناتج المحلي، ومع ذلك أخذت الأجهزة الحكومية ومعها صحافة التطبيل تهلل لاقتراض الدولة مبالغ فلكية من السوق المحلية والعالمية لتسكب الملح فوق الجراح، هي جراح اللامبالاة وغياب الحصافة والرؤية الثاقبة للمستقبل وكيف ستدخل الدولة في دوامة الديون الدولية، وبالتالي احتمال خضوعها لشروط الصندوق والبنك الدوليين... ولنا في دول كثيرة عبرة لمن يقرأ.

يتساءل الزميل العنجري ما إذا كانت الأموال المقترضة ستتحول إلى مشاريع منتجة وتوفر فرص العمل للمواطنين، أم أنها ستكون مصروف جيب فقط لسداد التزامات جارية، فتاريخ هذه الحكومة التي مضى على عمرها سنتان دون تقديم خطة عمل يعطينا الإجابة التعيسة.

Ad

أمثلة كثيرة عن مراوحة الحكومة بمكانها في مشاريع التنمية الجدية من مطار الكويت المنسي إلى المنطقة الحرة وغيرها أفقدتنا الأمل بأن هناك تغييراً حقيقياً يمكن أن يحدث مع حكومة تستفرد بسلطة إصدار القرار وتنفيذه بلا مجلس أمة ولا يحزنون، كالعادة لا يمكن القول غير تريد حكمة «انفخ يا شريم».

النكتة السمجة عن السياحة والترويج السياحي، في بلد لا تهبط بمدرجاته طائرات أهم الخطوط العالمية لبدائية خدماته وغياب سياحة الفرح والبهجة التي يبحث عنها السائح الأجنبي وهو ما دونه زميلنا الحصيف محمد البغلي عن «إحياء المدينة الترفيهية»، هي كحكاية من صام وأفطر على بصلة، الحكومة قررت إحياء مدينة «الدوارف والقليلبة» بتفويض شركة بلاك روك أمورها، أما شركة المشروعات السياحية فهي لا تهش ولا تنش، ماذا تفعل وما دورها وأي مشروعات سياحية تشرف عليها لتبرر استمرار وجودها والأموال التي تنفق عليها؟! لا شيء...!

من قال إن المدينة الترفيهية مهما حاولنا إصلاح ما خربه الدهر فيها ستعود كما كانت، فما تم في الإمارات والسعودية وبقية دول الخليج قد تجاوزها بأشواط... دبي، الدوحة، أبو ظبي، مسقط، والمنامة، هي مدن ترفيهية بكاملها، لا تتوقف فيها روح السياحة على مدن الملاهي للأطفال. هنا: ماذا عن الشباب والكبار في مدينة البشوت المرتزة وصورني وأنا أفتتح وأقص الأشرطة وأقطع كعكة أعياد اليوم الوطني بالسفارات؟ ماذا يوجد هنا غير المقاهي ومطاعم ذات الكرش ومولات اجلس وتفرج على الخيبة.