تشهد الأيام المقبلة سلسلة اجتماعات ولقاءات، بين السلطات السورية الانتقالية وقوات سورية الديموقراطية «قسد»، في مساعٍ لتسريع حل التباينات بين الطرفين، والمضي في تطبيق اتفاق مارس بينهما، حول اندماج القوات التي يقودها الأكراد في الدولة السورية الجديدة.

وأعلن قائد «قسد» مظلوم عبدي أن قواته ذات الأغلبية الكردية، ستكون جزءاً من الجيش السوري، مشيراً إلى أن لجنة عسكرية ستتوجه قريباً إلى دمشق لبحث الاندماج ضمن الجيش.

Ad

وقال عبدي، في حفل ذكرى تأسيس «قسد» أمس، «اللجنة ستناقش كيفية اندماج قسد ضمن الجيش». وأضاف أن «وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لنا ستقوم في إطار التنسيق بقتال تنظيم داعش في كل أنحاء سورية».

جاء ذلك، فيما أفاد مصدر مطلع بإبداء «قسد» استعدادها لتسليم إنتاج النفط في حقول دير الزور إلى الحكومة السورية، ضمن أول مراحل دمج مناطق شمال شرقي سورية، التي سوف تبدأ من دير الزور.

وقال المصدر، في تصريح خاص لموقع «تلفزيون سورية»، نشره اليوم، إن «التفاهم حول نفط دير الزور جاء خلال لقاء الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات قسد مظلوم عبدي في دمشق الأسبوع الفائت».

وأشار إلى أن التفاهمات بين الطرفين جرت بشكل «شفهي» ونصت على تسليم نفط دير الزور للحكومة السورية مع احتفاظ «قسد» بنسبة من الإنتاج للسوق المحلي لم تحدد بعد.

ووفق التفاهمات بين الطرفين، فإن عملية دمج مناطق شمال شرقي سورية سوف تبدأ من دير الزور وتشمل حقول النفط والمؤسسات المدنية والقوات العسكرية والأمنية كمرحلة أولى.

ووفق «تلفزيون سورية»، سوف تحتفظ «قسد» بإدارة المنطقة عبر أعضاء مؤسساتها وموظفيها المحليين، إلى جانب منح الحكومة الحق في تعيين موظفين وأعضاء ضمن حقول النفط والقوات الأمنية والعسكرية والمؤسسات الخدمية بالتوافق بين الجانبين.

وأفادت مصادر سورية بتشكيل لجنة وعقد اجتماعات تبحث ملف اللامركزية والإدارة المحلية التي يطالب بها الأكراد، واجتماعات للجان أخرى معنية بالدستور والتعليم والصحة، وعن خطوات لإدارة مشتركة لمعبر القامشلي - نصيبين بمشاركة تركية.

وشهدت دمشق، خلال الأيام الماضية، حراكاً دبلوماسياً مكثفاً، تمثل في لقاء الرئيس أحمد الشرع بوفد أميركي ضم المبعوث توم برّاك، وقائد القيادة المركزية الأدميرال براد كوبر، بحضور وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات.

وأفادت مصادر صحافية بأن الشرع التقى عبدي بحضور المبعوثين الأميركيين على خلفية التصعيد الأخير في مدينة حلب، في ثاني لقاء بين الجانبين منذ مارس الماضي.

وقالت وزارة الخارجية التركية إن الوزير هاكان فيدان ومسؤولين أمنيين أتراكاً بينهم وزير الدفاع يشار غولر ورئيس جهاز المخابرات إبراهيم كالين سيعقدون اليوم اجتماعاً حول التعاون الأمني مع وفد سوري في أنقرة.

وكان فيدان حث «قسد» على التخلي عن «أجندتها الانفصالية»، وذلك بعد يوم من إعلان قائد هذه القوات والحكومة السورية وقفاً لإطلاق النار.