أول العمود: إنشاء مبانٍ ضخمة للهيئات والوزارات الحكومية تتسبَّب في الزحام المروري بحاجة لتقييم... نموذجا وزارة التربية وجامعة صباح السالم شاهدان على ذلك.
***
طلب وزير التربية لمجلس الوزراء تسجيل مبنى ثانوية الشويخ كموقعٍ تاريخي مستحق، فهذه الثانوية لم تُستغل بالشكل المطلوب كَمَعْلمٍ ثقافي حضاري شاهد على حقب تاريخية رئيسة في الكويت. وحتى نُعظم مكانة هذا المبنى، نُحيط القارئ ببعض المعلومات حوله، وهي فيما يلي:
1- لم يكن لهذا المَعْلَم مثيل في خمسينيات القرن الماضي كثانوية من حيث الحجم، وربما لا توجد ثانوية اليوم بحجمها في الوطن العربي.
2- تصميمها المعماري، بمكوناتها المختلفة، لا يُبارى، فهو مُتوائم مع البيئة الشرقية، ولا يزال مُحافظاً على جماله.
3- أُنشئت قبل الاستقلال، في الخمسينيات، وكانت ضمن جهود الإمارة للوصول إلى بناء الدولة مع المستشفيات والموانئ ومحطة تقطير المياه زمن الشيخ عبدالله السالم.
4- كانت محفلاً لكل نشاطٍ رياضي وأدبي وثقافي وفني، آنذاك، فمؤتمر الأدباء العرب اختارها بعد بيروت ودمشق والقاهرة عام 1958 لتكون حاضنة له.
5- فيها أول مسبح أولمبي افتُتح بحضور الشيخ عبدالله السالم والملك سعود بن عبدالعزيز.
6- تم قبول الطلاب العرب والأجانب للدراسة فيها مجاناً، جنباً إلى جنب مع الكويتيين.
7- تخرَّج فيها رجالات دولة من الكويت وجنسيات أخرى من الذين تقلَّدوا مناصب محلية وإقليمية ودولية مرموقة.
8- هو مبنى مستدام حتى هذه اللحظة، بدأ كثانوية، ثم كلية الحقوق والآداب والطب المساعد، واليوم هو جزء من مباني جامعة عبدالله السالم.
9- جمعت معلمين من أقطار عربية شتى ساهموا في البناء الفكري للطلبة.
10 - سكن فيها طلاب ومدرسون، وبها مكتبة ومتحف علمي ومسرح واستاد رياضي ونادي يخوت ومطبخ مركزي وملعب إسكواش وغيرها من المرافق.
11- ساهم التنوُّع الطلابي بها في تغذية الحس القومي للطلاب، وتعريفهم وتوعيتهم بالأحداث السياسية المهمة منذ نشأتها.
12- زيارة زعماء وشخصيات شهيرة للثانوية، منهم: زعيم تونس الحبيب بورقيبة، وعبدالحليم حافظ، والمقرئ عبدالباسط عبدالصمد، وإمبراطور الحبشة هايلاسي لاسي وآخرون.
لقد حاولت من خلال كتابي (ثانوية الشويخ... حاضنة التنوع وبيت القادة)، الصادر عن دار ذات السلاسل، إعطاء هذا المشروع الحضاري حقه ما أمكنني، وقد شعرت بالفخر بأن يكون موطنه في الكويت.
ثانوية الشويخ افتُتحت عام 1953، ولاتزال إلى اليوم قائمة ونابضة بالحياة، وتستحق بجدارة تسجيلها كَمَعْلمٍ تاريخي، وربما يتبعها التسجيل في «يونسكو».
أتمنَّى أن تشملها إدارة الجامعة باهتمامٍ سياحي– ثقافي، من خلال ترتيب زيارات للجمهور، للتعريف بمرافقها وتاريخها الرائع.