رُفَيدةُ بِنْتُ سَعْدِ الأَسْلَمِيَّةْ

مُمَرِّضَةٌ وَذَاتُ الأَسْبَقِيَّةْ

Ad

فَأَسْلَمَتِ الكَرِيمَةُ حَيْثُ عَاشَتْ

قُبَيْلَ الفَتْحِ فِي الأَرْضِ الزَّكِيَّةْ

مَدِينَةُ سَيِّدِ الأَبْرَارِ طَهَ

تُبَايَعَهُ عَلَى القِيَمِ السَّمِيَّةْ

رُفَيدةُ قَدْ أَعَانَتْ فِي جِهَادٍ

بِخِيمَتِهَا وَهِمَّتِهَا القَوِيَّةْ

فَرَافَقَتِ النَّبِيَّ إِلَى قِتَالٍ

بِكُلِّ خُطَاهُ تَتْبَعُهُ أبيَّةْ

بِصُحْبَةِ زَوْجَةِ المُبَعُوثِ سَارَتْ

إِلَى حَيِّ الجِهَادِ مَعَ الرَّعِيَّةْ

كَجُنْدِيٍّ جَسُورٍ في قتالٍ

وتُنفقُ مالها الكفُّ السَّخِيَّةْ

بِحَمْلِ ظُهُورِ أجمالٍ تهَادَتْ

مُسَايرَةً بخيمَتِهَا حَفيَّةْ

أَقَامَتْ خِيمَةَ الجَرْحَى جَوَاراً

تُدَاوِيهم فَنِعْمَ الأَلْمَعِيَّةْ

فَكَانَ سِلَاحَهَا طِبٌّ وَعَزْمٌ

بِوَجْهِ جُيُوشِ مِكْرِهِمِ العَتِيَّةْ

مُرُوءَتُهَا أَغَاثَتْ حِينَ دَاوَتْ

كِرَامَ مُجَاهِدُينَ لهم حَمِيَّةْ

تُضَمِّدُ في جِرْاحَاتٍ تُوَاسِي

وَقَدْ بَاتَتْ هُنَاكَ مَعَ السَّرِيَّةْ

تَفَوَّقَتِ الطَّبِيبَةُ حَيْثُ نَالَتْ

قَلَادَةَ عَزْمِهَا فخراً هَدِيَّةْ

وَرَافَقَهَا بجِدٍّ فَاضِلَاتٌ

طَلَائِعُ فِي مُدَاوَاةٍ عفيَّةْ

خَرَجْنَ إِلَى الجِهَادِ مناضلاتٍ

ليُسعِفْنَ العِلَاجَاتِ العَصِيَّةْ

فَمِنْهُنَّ (الشِّفَاءُ) وَ(بِنْتُ قَيْسٍ)

نِسَاءٌ مِن ذَوَاتِ الأَكْرَمِيَّةْ

فَرَائِدُ رَائِدَاتٍ آسِيَاتٍ

يُطَبِّبْنَ الجِرَاحَاتِ الأَسِيَّةْ

فَكَانَ الطِّبُّ وَالتَّمْرِيضُ سَبْقاً

بِجُهْدِ المُسْلِمَاتِ ذَوَاتِ طِيَّةْ

وَصَلَّى اللهُ فِي الأكْوَانِ جَمَّاً

عَلَى النُّورِ الَّذِي أحيا البَرِيَّةْ

وَآلِ البَيْتِ عِتْرَةِ مُصْطَفَاهُ

وَأَصْحَابٍ ذَوِي الهِمَمِ العَلِيَّة

بحر الوافر - شعر: ندى السيد يوسف الرفاعي