أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الشيخ فهد اليوسف، حرص دولة الكويت على تعزيز علاقاتها مع الإنتربول، مبينا أن الكويت حاضرة وفاعلة في مختلف المحافل، إيمانا منها بأن التعاون الدولي في المجال الأمني يشكل حجر الأساس لحماية المجتمعات من الإرهاب والجريمة المنظمة.
جاء ذلك خلال لقاء اليوسف، أمس، يرافقه سفير دولة الكويت لدى فرنسا عبدالله الشاهين، بمدينة ليون الفرنسية، رئيس منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) اللواء الدكتور أحمد الريسي.
وجرى خلال اللقاء بحث الموضوعات والقضايا الأمنية المشتركة، وسبل تعزيز الجهود في مكافحة الجريمة المنظمة والتهريب الدولي، ومواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود، بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأشار اليوسف إلى ما أولته الكويت من أهمية بالغة للاستفادة من منظومة قواعد البيانات التي يوفرها الإنتربول، من خلال ربط جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية بالأنظمة المتقدمة للمنظمة، الأمر الذي ساهم في تعزيز أمن الحدود والكشف المبكر عن الوثائق المسروقة والمطلوبة دولياً.
كما نوه بمساهمة الكويت في دعم المنظمة من خلال إعارة عدد من ضباطها للعمل في الأمانة العامة بليون ومركز الابتكار بسنغافورة، إضافة إلى مشاركتها في المشاريع التجريبية مثل مشروع الذكاء الاصطناعي، و"النشرة الفضية” لاسترداد الأصول، فضلاً عن نشاطها في اللجان المتخصصة كاللجنة المالية واللجنة القانونية.
وجرى خلال اللقاء كذلك استعراض أفضل الممارسات والتجارب الدولية في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية والتهريب الدولي، وسبل الاستفادة منها لتطوير الكوادر الوطنية، ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية الكويتية.
وشدد الجانبان على أهمية استمرار التنسيق وتبادل المعلومات بشكل مستمر، بما يضمن سرعة الاستجابة لمختلف التهديدات الأمنية وحماية المصالح المشتركة على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي ختام اللقاء، قام رئيس منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) بتقليد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسام الإنتربول من الطبقة العليا، تقديراً لدور دولة الكويت وجهودها في دعم المنظمة وتعزيز التعاون الأمني الدولي.
الدرك الفرنسي
وزار النائب الأول يرافقه السفير الشاهين مقر قيادة المنطقة الجنوبية الشرقية التابعة لقوات الدرك الوطني الفرنسي.
وذكرت وزارة الداخلية، في بيان صحافي، أنه كان في استقبال اليوسف لدى وصوله قائد المنطقة الجنوبية الشرقية في الدرك الوطني الفرنسي الفريق فريديريك بوديير.
وأشاد اليوسف، وفق البيان، بالكفاءة العالية والخبرة الميدانية التي تتمتع بها قوات الدرك الوطني الفرنسي في مختلف مجالات العمل الأمني.
وقام النائب الأول بجولة خلال الزيارة استمع خلالها إلى شرح تفصيلي حول مهام وحدات الدرك وآليات عملها في مواجهة التحديات الأمنية، كما شهد عرضا عسكريا متكاملا شمل تنفيذ عملية مكثفة لمكافحة الشغب على مستوى كتيبة بمشاركة المركبات المدرعة، بالإضافة إلى تمرين لحفظ النظام العام باستخدام الطائرات المسيرة والمروحيات.
كما قام اليوسف أيضا بجولة داخل مركز القيادة جرى خلالها تقديم عرض مرئي، وشرح موسع حول أساليب التخطيط وإدارة الأمن خلال الأحداث والمناسبات الكبرى، بما يعكس مستوى الجاهزية العالية والخبرة الميدانية للقوات الفرنسية.
وأوضح بيان «الداخلية» أن اليوسف أعرب في ختام الزيارة عن شكره العميق للقائمين على مقر القيادة وكوادره على ما يبذلونه من جهود مخلصة، ولما حظي به من حفاوة استقبال وكرم ضيافة، متمنيا للجمهورية الفرنسية الصديقة المزيد من التقدم والأمن والازدهار.
كما نقل البيان عن قائد المنطقة الجنوبية الشرقية في الدرك الوطني الفرنسي ترحيبه بالزيارة، وتأكيده أنها تجسد دلالة على عمق العلاقات بين البلدين الصديقين.
وقد عاد النائب الأول إلى البلاد مساء اليوم، وكان في استقباله على أرض مطار الكويت الدولي وكيل وزارة الداخلية بالتكليف اللواء علي العدواني، وعددٌ من القيادات الأمنية.