أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، اليوم الجمعة، احترام بلاده للبنان وسيادته، ورغبتها في تجاوز عقبات الماضي وبناء علاقة سياسية واقتصادية متطورة بين البلدين.
وقال الشيباني، في كلمة له خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني، يوسف رجي، من وزارة الخارجية والمغتربين في بيروت «بعد عشرة أشهر من إسقاط النظام السابق، تدخل سورية في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار، وإعادة بناء العلاقات السياسية على أسس من التعاون والاحترام المتبادل، واحترام سيادة الدول المجاورة وعدم التدخل في شؤونها. وهذه الزيارة تعبر عن توجه سورية الجديد تجاه لبنان، ونكن للبنان كل احترام وتقدير، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.»
وأضاف: «نريد أن نتجاوز مع لبنان عقبات الماضي، التي كنا نحن أحد ضحايا سوء العلاقة وسوء إدارة السياسة بين البلدين. واليوم هناك فرصة تاريخية وفرصة سياسية واقتصادية، ونريد أن ننقل العلاقة بين سورية ولبنان من العلاقة الأمنية إلى علاقة سياسية واقتصادية متطورة تصب في صالح شعبينا. ولا نكن للبنان إلا كل الحب والاحترام والود، ونحن في منطقة جغرافية واحدة، وقدرنا أن نعمل لمصلحة بلدينا.»
وأعلن الشيباني أن زيارته هي بتوجيه من الرئيس أحمد الشرع، للتأكيد على عمق العلاقة بين البلدين، واصفا إياها بـ«التاريخية».
وشكر الوزير السوري لبنان على استضافته للسوريين في الفترة السابقة، وقال: «نشكره على تحمل هذا الضغط، رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية في لبنان، ونتأمل أن يتم حل هذا الموضوع في القريب العاجل، ليكون عربون أخوة وصداقة يحمله الشعب السوري في ذاكرته.»
من جهته، قال رجي، في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره السوري، إنه اتفق مع الشيباني «على إقامة لجان لمعالجة كل الأمور العالقة».
وأشار إلى أن «هناك حسن نية من الجهتين، وهناك التزام من الإدارة الجديدة في سورية باحترام دولة لبنان واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وهو أمر جديد وإيجابي ويلقى ترحيبا من الشعب اللبناني»، مضيفاً «سوف ننشئ مساراً جديداً، هو مسار سلم وأمان وازدهار اقتصادي وتعاون وتنمية.»
وقال: «تبلغنا رسميا اليوم من الحكومة السورية تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني السوري، والعلاقات بين الدولتين اللبنانية والسورية، وبين الحكومتين، أصبحت مباشرة عبر الوسائل الدبلوماسية.»
وتأسس المجلس في عام 1991، وكان يجسد نفوذ سورية في لبنان، بيد أن دوره قد تراجع بعد انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005، واغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وافتتاح السفارة السورية في بيروت عام 2008، وهو الحدث الذي مثل أول اعتراف رسمي من سورية بسيادة لبنان كدولة مستقلة منذ نيله الاستقلال عن فرنسا عام 1943، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس (أ ب).
وفي السنوات الأخيرة، ظل المجلس شبه معطل، مع وجود تواصل محدود فقط بين المسؤولين.
في مطلع شهر سبتمبر، زار وفد سوري بيروت، ضم وزيرين سابقين في الحكومة ورئيس الهيئة الوطنية السورية للمفقودين. وقد اتفقت سورية ولبنان في ذلك الوقت على تشكيل لجنتين لمعالجة القضايا العالقة ذات الأولوية.
وتأتي هذه الجهود في إطار تحول إقليمي أوسع، أعقب الإطاحة بالرئيس الأسد والخسائر الكبيرة التي مني بها حزب الله خلال حربه الأخيرة مع إسرائيل.