إطلاق دوري شركة نفط الكويت لمدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية، خطوة تستحق الإشادة وتصب في الاتجاه الصحيح نحو إحياء النشاط الرياضي المدرسي الذي ظل لسنوات طويلة عصب الرياضة الكويتية الحقيقي، والمنجم الأول لاكتشاف وصقل المواهب.
ولا يمكن فصل هذه الخطوة عن الجهود الكبيرة التي يبذلها الاتحاد الكويتي الرياضي المدرسي والتعليم العالي، الذي وضع رؤيته المستقبلية من 2021 إلى 2026 تحت شعار «مواهبنا في مدارسنا»، وهو شعار يعكس الوعي بأهمية بناء القاعدة، لكن الأهم من الشعار هو الالتزام الفعلي بتنفيذه على الأرض.
الرياضة الكويتية مليئة بالأمثلة الحية التي تثبت أن المدارس كانت يومًا منطلقًا للنجومية، فكثير من نجومنا السابقين في مختلف الألعاب بدأوا رحلتهم من دوري المدارس، واكتُشفوا بفضل معلم تربية بدنية أو مدرب مدرس كان لديه الحس الفني والرغبة في المساهمة بصناعة مستقبل رياضي مشرف.
وهنا يبرز الدور المحوري لمعلمي التربية البدنية في هذه المرحلة. المطلوب منهم اليوم ليس فقط أداء الحصص بشكل روتيني، بل المساهمة الفعلية في اكتشاف المواهب، وتحفيزها، وتهيئتها نفسيًا وفنيًا. هذا دور وطني، يتجاوز حدود المنهج، وهو ما يجب أن يُدعم من الجهات التعليمية والرياضية على حد سواء.
لكن حتى تكتمل الصورة، هناك نقطة جوهرية لا بد من الالتفات لها: ما الفائدة من إقامة دوري مدرسي تنافسي إذا امتلأت تشكيلاته بلاعبين مقيدين في الأندية أصلاً؟ هل نبحث عن تطوير الموجود أم اكتشاف الجديد؟
من الضروري – بل من المنطقي – أن تكون المشاركة في الدوري المدرسي مشروطة بألا تضم الفرق لاعبين مقيدين في الأندية، أو على الأقل يكون عددهم محدوداً ومقنناً، حتى نتيح الفرصة لمواهب جديدة قد تكون مغمورة لكنها تملك إمكانيات حقيقية. لا نريد أن تتحول المنافسات إلى دوري رديف للأندية أو «نسخة مصغّرة من دوري الأشبال»، بل إلى منصة بحث ساحة حقيقية لاكتشاف المغمورين وتنقيب عن لاعبين ما زالوا في الظل ولم تُسلّط عليهم الأضواء بعد.
بنلتي
إذا تركنا دوري المدارس لأبناء الأندية، فسنكتفي بالتصفيق لمواهب قديمة تتكرر، بينما تُدفن المواهب الجديدة في فناء المدرسة، بانتظار صفارة معلم نسي أن مهمته تتعدى توزيع الكرات... إلى بناء أبطال!