«أخاف يوماً تقضي فيه التكنولوجيا على إنسانيتنا، العالم حينها سيكون محكوماً بجيل من الحمقى»
ألبرت آينشتاين
ما الذي يحدث حولنا، هل هو الفراغ، أم حب التقليد والمنافسة، أم هي حالة من التشتت، والبحث عن الشهرة بأي وسيلة وثمن؟!
نعيش فوضى تكنولوجية غير مسبوقة، بل أحياناً لا يجد أحدنا إلا أن يطلق عليها لوثة عقلية بدلاً من طفرة تكنولوجية، مع هذا الكم الهائل من مستخدمي الهاتف النقال بطرق عجيبة وغريبة، فهذه الأجهزة صنعت لخدمة البشرية، أو هكذا يفترض، لا أن تستخدم لتعاسة وإفساد وتدمير السلوكيات، وأعتقد أن من قام بصنعه سيدرك كم كان مخطئاً لو تصفح بعض وسائل التواصل، وما تعجّ به من حالات عشقت الهاتف النقال بشكل جنوني.
نشاهد يومياً من يقدم حلولاً طبية، وآخر محللاً اقتصادياً، وغيرهما خبير عسكري، وهناك متخصص في شؤون الأسرة، والأغلبية العظمى لا تنتمي لهذه المجالات بأي صلة، نعم هناك من يطرحون أفكاراً جيدة ومقبولة، لكنهم قلة قليلة، مقابل من يرى الأمر استعراضاً وسرعة انتشار فقط.
أضف إلى ذلك عدم احترام خصوصية الأسرة والمنزل، فبات كل شيء متاحاً أمام العالم بشكل مباشر في لحظة، دون حسيب أو رقيب، وهذه تصرفات لا علاقة لها بالحريات، لأنها تتجاوز الإرث الاجتماعي وأدبيات التعاطي مع الآخرين، وهنا الكارثة!
أما الفئة الأكثر انعداماً للتربية، فتلك التي تطعن بالأعراض وكيل الشتائم بأتعس الألفاظ، هذه المجموعة لم تكن تجرؤ يوماً على المواجهة، فتلجأ للطعن والقذف من تحت السرير، وهي اللحظة التي يعتقد فيها نفسه أشجع الفرسان!
قد يسأل سائل لماذا تشاهدهم، خصوصاً أن هذه الأجهزة ملك لأصحابها ويمارسون حقهم في الحديث؟، نعم هذا الكلام صحيح، لكن أحياناً تجد نفسك مرغماً لمشاهدة مقطع ڤيديو لأحدهم، سواء كان صدفة أو مرسلاً من أحد الأصدقاء، هنا لا خيار أمامك، وبالتالي تضطر لمشاهدة المقطع لتكتشف أن عدد الذين «أذهبت عقولهم» التلفونات الذكية يتزايد!