توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن أسرى ومعتقلين بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما يشكّل محطة أساسية باتجاه إنهاء حرب مستمرة منذ سنتين في القطاع الفلسطيني أوقعت عشرات آلاف القتلى وخلّفت كارثة إنسانية.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستجتمع اليوم الخميس لمناقشة خطة تأمين إطلاق سراح جميع الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ بدء الحرب.

Ad

وأوضحت أن الاتفاق لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد مصادقة مجلس الوزراء عليه.

وأتى الإعلان بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت أربعة أيام جرت بعيداً عن الأضواء في مدينة شرم الشيخ بمصر وشارك فيها وسطاء أميركيون ومصريون وأتراك وقطريون.

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية الاتفاق على بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة.

وقال مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور ماجد الأنصاري على حسابه بمنصة التواصل الاجتماعي (إكس) «يعلن الوسطاء أنه تم الليلة الاتفاق على كل بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وبما يؤدي لوقف الحرب والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودخول المساعدات وسيتم الإعلان عن التفاصيل لاحقا».

وجاء الإعلان عن الاتفاق من واشنطن على لسان ترامب الذي كتب في منشور على منصة «تروث سوشال» للتواصل الاجتماعي، «أنا فخور بإعلان أنّ إسرائيل وحماس وافقتا على المرحلة الأولى» من الخطة.

وأضاف أنّ اتفاقهما «يعني أنّه سيتمّ إطلاق سراح جميع الرهائن قريبا جدا وستسحب إسرائيل قواتها إلى الخط المتّفق عليه، وهي الخطوات الأولى نحو سلام قوي ودائم وأبدي».

وبالتزامن، أصدر الوسطاء الذين ساهموا في المفاوضات غير المباشرة بين البلدين، وعلى رأسهم واشنطن والدوحة والقاهرة، بيانا أعلنوا فيه أنّه تمّ «الاتفاق على كلّ بنود وآليات تنفيذ المرحلة الاولى من اتّفاق وقف إطلاق النار بغزة، وبما يؤدّي لوقف الحرب والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودخول المساعدات».

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أن قواته تستعد لإعادة الانتشار في غزة، موضحا في بيان أنه «بدأ استعدادات ميدانية تمهيدا لتنفيذ الاتفاق.. تجري الترتيبات لوضع خطة قتالية للانتقال قريبا إلى خطوط انتشار معدلة».

وكان قال في وقت سابق إنه يستعد لتسلّم الرهائن ويتأهب «لكل سيناريو». ودعا سكان غزة إلى عدم العودة إلى شمال قطاع غزة حيث تبقى العمليات العسكرية.

وأفاد مصدر في حركة حماس فرانس برس بأنّ المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمّن الإفراج عن الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في قطاع غزة وقرابة ألفي معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.

وأوضح المصدر أنّ المعتقلين الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل هم 250 من المحكومين بالسجن المؤبد و1700 ممن اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، تاريخ هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل والذي تسبب بمقتل 1219 شخصا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وأعرب ترامب في مقابلة تلفزيونية مع محطة «فوكس نيوز» عن اعتقاده بأنّ الأسرى سيعودون الاثنين.

إثر إعلان الاتفاق، عمّت أجواء الفرح في منطقة المواصي في جنوب قطاع غزة التي نزح إليها آلاف الفلسطينيين.

وتنصّ خطة ترامب على وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن جميع الرهائن ونزع سلاح الحركة وانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجا من القطاع.

كذلك، تنص على أن تدير شؤون غزة لجنة فلسطينية من التكنوقراط وخبراء دوليين بإشراف «مجلس السلام» الذي سيرأسه ترامب وسيكون بين أعضائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. ولن يكون لحماس أيّ دور في حكم غزة.

وكانت الحركة أكدت موافقتها على الإفراج عن الرهائن وتولّي هيئة من المستقلين الفلسطينيين إدارة غزة، لكنها لم تتطرق إلى مسألة نزع سلاحها، وشدّدت على وجوب البحث في بنود الخطة المتعلقة بـ«مستقبل القطاع».

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن دعمه للخطة، مؤكدا أنها تحقّق أهداف إسرائيل من الحرب. لكنه قال إن جيشه سيبقى في الجزء الأكبر من قطاع غزة.

وسمحت هدنتان سابقتان في نوفمبر 2023 ومطلع 2025 بتبادل رهائن ومعتقلين فلطسينيين.

من جهتها، أعلنت حركة (حماس) الفلسطينية اليوم الخميس أنها سلمت قوائم الأسرى الفلسطينيين ضمن المعايير المتفق عليها في إطار الاتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي تم التوصل إليها في المفاوضات غير المباشرة التي جرت في (شرم الشيخ) المصرية.

وقال رئيس مكتب الشهداء والأسرى في الحركة زاهر جبارين في تصريح صحفي إنها «في انتظار الاتفاق النهائي على الأسماء تمهيدا لإعلانها لشعبنا عبر مكتب إعلام الأسرى فور اكتمال الإجراءات والتفاهمات ذات الصلة».

وأضاف جبارين «حركة (حماس) تجدد عهدها لأسرانا البواسل ولذويهم بأنهم سيظلون في صميم أولوياتها ولن يهدأ لها بال حتى ينعم آخر أسير بالحرية».