في خطوة ذكية تستحق التصفيق، أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم عن استضافة كأس السوبر الفرنسي في الكويت، ليؤكد أن الرياضة ليست مجرد مباريات وكؤوس، بل صارت بوابة ترويجية مهمة لأي دولة، ووسيلة حيوية لتفعيل الاقتصاد، وتحريك عجلة السياحة، وتعزيز الصورة الحضارية أمام العالم.

لا شك أن حدثاً بحجم السوبر الفرنسي، الذي يجمع كبار أندية الليغ 1، بما يحمله من زخم إعلامي سيشكّل عامل جذب جماهيري هائل، وسيحظى بمتابعة واسعة سواء من داخل الكويت أو خارجها، فالجماهير العاشقة للكرة الأوروبية ستتجه بأعينها إلى استاد جابر، وهناك من سيحجز تذاكر الطيران والفنادق لمتابعة اللقاء، أي أن مردوده لن يكون رياضياً فنياً فقط، بل سيتعدى ذلك إلى الإنعاش الاقتصادي والسياحي.

Ad

هذه الخطوة لم تأتِ من فراغ فهي تتناغم مع التوجه العام للدولة في الانفتاح السياحي وتقديم الكويت كوجهة واعدة على خارطة الفعاليات الإقليمية والعالمية، فبمثل هذه الفعاليات، تُصنع الصورة الذهنية الجديدة للدولة، وتُبنى جسور التعاون مع كبريات الدوريات والمؤسسات الرياضية العالمية، وهنا نذكّر بأن دولاً شقيقة سبقتنا في هذا المضمار واستضافت بطولات عالمية مرموقة، وأصبحت اليوم محطات دائمة لأكبر الفعاليات الرياضية، والمثير في الأمر أن هذه الدول نفسها كانت قبل سنوات تحذو حذونا، وتستلهم من تجاربنا... لكنها اجتهدت وخطّت خطوات سبقتنا بها سنوات، فهل نلحق بها؟

لذلك نوجّه هنا شكراً مستحقاً لإدارة اتحاد الكرة على جرأتها في اتخاذ هذه الخطوة، التي تثبت أنها قادرة على التفكير خارج الصندوق، وامتلاك رؤية تتعدى حدود الملاعب المحلية، ونتمنى أن تكون هذه بداية لسلسلة من الأحداث الرياضية الكبرى، كما لا يمكن إغفال دور القطاع الخاص، الذي يجب أن يتحول من دور المتفرج إلى شريك فاعل في دعم مثل هذه المبادرات، سواء عبر الرعاية أو التمويل أو الترويج.

بنلتي

إذا لعبناها صح، يمكن للسوبر الفرنسي أن يكون «ركلة البداية» لبطولات أكبر و«تمريرة سحرية» لهدف أشمل... أما إذا عدنا للوراء، وبقينا نناقش من سيجلس في المنصة ومن سيدخل أرض الملعب، فسنجد أنفسنا نكتفي باستضافة «الدورات الرمضانية» و«نشوف الآخرين بدريبل».