عقَّب تقرير «الشال» على تقرير الإصدار الصحافي لفريق صندوق النقد الدولي بكلمات بسيطة ملخصها أنه لا جديد تحت الشمس، فالإدارة الاقتصادية على حالها منذ عقود طويلة، يتغير الأشخاص القياديون ولكنها تظل كما كانت «تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي»، الفئات التي يتم اختيارها للإدارة لا تتغير، الاختيار دائماً يتم من المنهل ذاته من فرق «إن حبتك عيني ما ضامك الدهر»... تتغير الأسماء ويبقى ينبوعها ثابتاً.
تقرير «الشال» يؤكد أن المحرك الرئيس للنمو هو زيادة حصة الدولة في النفط، لا أكثر ولا أقل، عينكم على جرائدنا الحصيفة بأخبار «صعد سعر برميل النفط ونزل برميل النفط» غير هذا لا شيء يمكن إضافته، تأكيد مكرر على «تبعية الاقتصاد المحلي لصادرات النفط، يذكر أن عجز الموازنة سيرتفع من نحو 2.2 إلى 7.8 في المئة من قيمة الناتج المحلي»، يا ساتر! كيف يمكن سد هذا العجز الرهيب؟ هل سيكون عبر براءات الاختراع الكويتية التي ملأت دنيا الاكتشافات العلمية، أم الصادرات الصناعية الضخمة التي تنافس اليوم الصين وأميركا بأسواق العالم؟ لا شيء من هذا.
الكلام المكرر القديم الذي ضجت به الأقلام عن ضرورة الاستثمار في الإنسان وبجعل الكويت نقطة جذب للكفاءات العلمية ولرؤوس الأموال الأجنبية لا معنى له، بدلاً منه تم ترجيح وتفضيل نهج تطفيش الإنسان وأصحاب الكفاءات تحت مختلف المبررات غير المفهومة.
إذا ظلت الأمور على حالها، ويبدو أنها ستبقى كما هي تحت شعار «احنا ما نتغير ويارب لا تغير علينا»، فكارثة البطالة الحقيقية وليست المقنعة فقط قادمة لا محالة، وإذا ظل الفكر المهيمن على الحال باقياً كما هو مع أفول أسعار النفط وبقاء حالة الإدمان على هذه السلعة فلن يختلف حالنا المالي – الاقتصادي عن أوضاع دول الفقر والتعاسة، فهل هناك من يقرأ التاريخ، وهل هناك من يتعظ... هبت الريح منذ ثمانية عقود ولم يغتنمها أحد.