تشهد سورية اليوم تصويتاً غير مباشر لتأسيس أول برلمان لها منذ إطاحة بشار الأسد، وهي خطوة رئيسية في عملية انتقال يحاول فيها الرئيس أحمد الشرع تعزيز قبضته على دولة مزقتها حرب دامت 14 عاماً وشهدت موجات عنف طائفي أثارت شكوك الأقليات في حكومته التي يقودها الإسلاميون.
والانتخابات غير مباشرة تختار فيها هيئات انتخابية إقليمية، تضم 6 آلاف ناخب، ثلثي أعضاء البرلمان البالغ عددهم 210.
ووافقت لجنة عينها الشرع على 1570 مرشحاً. وسيعين الشرع الثلث المتبقي من المقاعد.
وتقول السلطات إنها لجأت إلى هذا النظام بدلاً من الاقتراع العام للافتقار إلى بيانات موثوقة للسكان وبعد نزوح ملايين السوريين بسبب الحرب.
وفي حين لم تُحدد حصص لنواب الأقليات أو النساء، يقول محللون إن نظام التصويت الحالي الذي يعتمد على مبدأ «الفائز يأخذ كل شيء» قد يؤدي إلى نتيجة يهيمن عليها الرجال من الأغلبية السنية.
ولأسباب أمنية وسياسية، قررت الحكومة تأجيل العملية في الشمال الشرقي، الذي يسيطر عليه الأكراد، وفي محافظة السويداء، التي يسيطر عليها الدروز. وهذا يعني أنه من المتوقع أن يبقى 19 مقعداً في البرلمان شاغراً.
وهاجم منتقدون هذه الخطوات قائلين إن التصويت الجزئي وغير المباشر لا يمثل كل الشعب فضلاً عن إدارة العملية بشكل مركزي للغاية. فمدينة دير الزور مثال صارخ على ذلك إذ يقسمها نهر الفرات إلى جزأين: نصف غربي تسيطر عليه الحكومة ويجرى التصويت والنصف الشرقي الذي يسيطر عليه الأكراد لن تعقد به انتخابات.
وأعلن الحاخام السوري- الأميركي هنري يوسف حمرة خوضه الانتخابات عن دائرة دمشق، ليكون أول مرشح يهودي منذ منع اليهود السوريين من الترشح لعضوية مجلس الشعب عقب حرب يونيو 1967.
وهنري حمرة، البالغ من العمر 48 عاماً، هو نجل الحاخام الأكبر لليهود السوريين في نيويورك يوسف حمرة، الذي غادر سورية في عام 1992، بعد رفع حافظ الأسد حظر السفر على السكان اليهود، ولم يبق حينها في العاصمة سوى أقل من 10 يهود.
وفي إعلان ترشحه، أكد حمرة ترشحه تحت شعار «نحو سورية مزدهرة ومتسامحة وعادلة»، وذلك «من أجل العدالة، وصون التراث، ورفع العقوبات».
وقال حمرة: «أؤمن بسورية موحدة للكل، من الحسكة إلى السويداء، ومن درعا إلى اللاذقية، ومن دمشق إلى حلب»، مؤكدا أنه سيستمر بالعمل مع جالية الولايات المتحدة من أجل إلغاء «قانون قيصر» من دون شروط.
ميدانياً، اقتحمت قوة إسرائيلية ليل الجمعة- السبت، قرية جملة بحوض اليرموك بريف درعا الغربي، وانتشرت بشكل مفاجئ قبل أن تشن حملة اعتقالات شملت 3 مدنيين.
وقبلها بساعات، توغلت دورية إسرائيلية مؤلفة من ثماني سيارات دفع رباعي ومحملة بالجنود، في قرية عين زيوان بريف القنيطرة.