في الوقت الذي تتسابق دول العالم لتوفير البيئة المثالية لتمكين المرأة رياضياً، يبدو أننا في الكويت لا نزال نراوح مكاننا، بل ربما نعود للخلف! قبل أيام، تلقيت اتصالاً من ولي أمر إحدى لاعبات الكرة الطائرة، كان صوته مشحوناً بالأسى والخذلان، يتحدث عن التجاهل التام من اتحاد اللعبة للنشاط النسائي، وكأن هؤلاء اللاعبات لا ينتمين لهذا الوطن ولا يحملن طموحاً ولا أحلاماً ولا حتى حقاً في ممارسة ما يحببن.

تصوروا، لا بطولة محلية، ولا دوري منتظم، ولا حتى وعود! ورغم ذلك، ما زالت الأندية النسائية تقاتل وحدها، تشارك خارجياً، تحقق إنجازات وتفوز بجوائز، وتُكرَّم في المحافل العربية، بينما في الداخل... لا حس ولا خبر!

Ad

والأدهى من ذلك أن هذا الحال لا يخص اتحاد الطائرة فقط، بل يكاد يكون «نهجاً وطنياً» عند بقية الاتحادات، حيث تم إهمال الرياضة النسائية بشكل جماعي، وصار وجودها مجرد بند ديكوري في الخطط السنوية، إن وُجدت أصلاً.

والغريب أن اللجنة الأولمبية الكويتية – التي يُفترض أنها الحريصة على تطبيق سياسات التمكين والمساواة والالتزام بالتوجهات الدولية – تلتزم صمتاً مريباً، وكأن الأمر لا يعنيها، رغم أن الأولمبية الدولية وكل الاتحادات العالمية تعتبر تمكين المرأة أساساً من أسس الرياضة الحديثة!

بنلتي

إذا استمر التجاهل بهذا الشكل، فربما نرى قريباً «بطولة التخيّل النسائية» التي تقام في صالات مغلقة... على الورق فقط! أما اللاعبات الحقيقيات فمكانهن في المدرجات، يصفقن لإنجازات لا تُنجز!