هناك مواضيع منتشرة ومتشعّبة تحتاج منّا إلى أخذ القرار فيها والتمهل، ومن بينها الطلاق.
أولاً: رفقاً بالأسرة وتشتّت الأولاد الذين يكونون في دائرة الرَّحي، وإن لم تعالَج الأمور بحكمة، سواء من الطرفين الزوج أو الزوجة، فالدّفة سائرة بطريق ملتوٍ لن يفيد أحدا.
ويعلمنا رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام، في حديث مروي عنه، أن الطلاق حلال، لكنّه «أبغض الحلال» إلى الله تعالى.
وأنا لن أضع اللوم على الزوج أو الزوجة، لأنّ كليهما قد يكون مخطئاً، فالتروّي في هذه الأمور مهم، فلا فُجر ولا فجور في الطلاق، وقد تكون هناك مرحلة اللاعودة، بسبب تصرّفات تصدر من الزوج أو الزوجة تجعل الحياة مستحيلة.
هناك بعض من الرجال يفسّر قوله تعالى «الرجال قوّامون على النساء» بأن القوامة تعني القوة، فهو الأقوى وبيده كل شيء، لكن مفهوم القوامة بالدين الإسلامي يعني مسؤولية الرجال تجاه النساء والأولاد بإدارة المنزل، حسب إمكاناتهم، وأن يقود الأسرة إلى سفينة الأمان باللين لا بالعنف... ولكن هذا لا يمنع أن أقول إن هناك امرأة ولكنها ليست بأمّ، لأنها غير مؤهلة لرعاية الأولاد وإدارة شؤون المنزل، فهي تقريباً غير موجودة بالمنزل، فكل ابن يدخل للمنزل وبيده وجبته، وتتّكل هي على مدبرة المنزل في إدارة شؤونه، ناسية واجبها تجاه الزوج والأولاد، مما يضطر بعض الأزواج إلى الزواج بأخرى، وهذا حلال بشرط تطبيق حكم وشرع الله تعالى بالعدل، حيث قال سبحانه «فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة»، فالله جلّ في علاه يعرف أن قلوب البشر متقلبة وليست بثابتة، و«لن تعدلوا»، فالعدل بين الزوجات مهم جداً من قِبَل الزوج، كما أمرنا الله تعالى ليس بالعدل فقط، ولكن بالنفقة على الأولاد وتأمين مسكن لائق، فإذا لم تستطع عزيزي الزوج فاكتَفِ بواحدة... ولا تشمّر ذراعك بعد الطلاق وتدخل في حلبة الصراع، فالضحية بالدرجة الأولى هم الأولاد الذين يبدأون بالمقارنة بين أولاد الأولى والثانية، فمنهم مَن يأخذ حقوقه والبقية الباقية أبناء المطلقة مهملة حقوقهم... ولا تتهور، فهناك ربّ خصيم لك يوم القيامة، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا... أمور كثيرة ومتشعّبة لا أستطيع الخوض في دهاليزها، لأنني لست مؤهلة لذلك، فمعلوماتي في حدود القرآن والسنَّة، وقد أجهل بعضها.
وأخيراً، عزيزي الزوج، اجلس مع نفسك وحاسبها قبل أن تحاسَب من المولى عز وجلّ.
وأنت أيتها الزوجة، راجعي نفسك متوكلةً على الله تعالى.
الله تعالى ورسوله الكريم كرّما المرأة في آيات وأحاديث كثيرة، لكن بعض الرجال خذلوها مع الأسف.
وعندما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: «رفقاً بالقوارير»، فذلك لأن القارورة يسهُل كسرها، وهذا لأن المرأة مرهفة الإحساس يسهُل كسرها، ولكن الله سبحانه وتعالى بإذنه تعالى جابرُ لكسرها.
إذا وقع الطلاق فليكن هناك تفاهم بين الزوج والزوجة من أجل الأولاد، مساحة من التفاهم تؤدي الغرض... فإمّا إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
والله المستعان.