تُفتح الستارة
ينتظر المراجع الموظف
والموظف ينتظر نهاية الدوام
والموضوع مو عنده
الموضوع عند فلان مدير
وفلان مدير
باجتماع
ونائبه مو مداوم
والسيستم معلّق
.. تعال بكرا..
عامل نظافة ترك عربة الشيكليت وبدأ بإخراج أرانب من الأدراج.
تُسدل الستارة.
مشهد يومي تراه في معظم دوائر الدولة
المراجع والموظف كلاهما محبوس بدورة عبثية أبدية تذكّر بمسرحية صمويل بيكيت الشهيرة «في انتظار جودو»!
وطبعاً، رغم طول الانتظار، لا يأتي جودو..
بدلاً عنه يأتي رجلٌ كفيفٌ يقود عبدا مربوطا بحبل يثرثر عن الموت ولعبة الجولف وأنواع المذاهب الفقهية
وحاله كالمواطن «كاف»
يسلّي نفسه بتصفح الـ «إكس» والـ «إنستغرام»
وبالأحاديث اللا سياسية
تارةً عن خطط للسفر والهروب
وتارةً عن مشروع تسوّق
يتأفف من سوء التعليم
«يحش» ويتحلطم
يصلي ويصوم
ويحمد ربه إذا لم يضيّع أكثر من ساعتين بالازدحام
ثم ينام
و«هيلا هوب»
يعيد.
(أما الوافد فلا دور له أصلاً بالمسرحية، لكون معزّبه لم يصرّح له إلكترونياً)
فمَن هو المواطن «كاف»؟... سؤالٌ محير!
ما اسمه؟ لغز كبير!
ما سماته؟ كفى طلاسم وشعوذة!
إذا أردتم الجواب، اسألوا جودو.
* كاتب ومخرج مسرحي