شارك الأديب والباحث طلال الرميضي في فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي بدورته الخامسة والعشرين، التي أقيمت بين 22 و26 الجاري تحت شعار «حكايات الرحالة» وشهدت مشاركة واسعة من 37 دولة وأكثر من 120 راوياً، إلى جانب باحثين ومفكرين وأكاديميين وإعلاميين ومهتمين بمجالات الرحلة والحكاية والتراث، وقدّم ورقة بحثية بعنوان «وقفات مع رحلة رئيس البعثة الكويتية محمد السداح للإمارات عام 1958م».
في البداية، قال الرميضي إن ورقته تناولت رحلة تاريخية قام بها رئيس البعثة الكويتية محمد جاسم السداح، إلى «إمارات الساحل المتصالح» وقطر في مارس 1958، برفقة وفد يضم 6 مدرسين و35 طالباً من مختلف مدارس الكويت، وذلك بهدف مد جسور التعاون التعليمي والتربوي، وتعزيز التكامل الثقافي بين الكويت وأشقائها في المنطقة. وسلّط الضوء على التقرير الذي رفعه السداح آنذاك إلى إدارة المعارف بالكويت، والذي تضمّن انطباعاته عن الحياة الاجتماعية في إمارة الشارقة، مشيداً بكرم أهلها وحفاوتهم، وموثقاً تفاصيل عن عدد سكانها وأنشطتها الاقتصادية في التجارة وصيد الأسماك واللؤلؤ والزراعة. كما أشار التقرير إلى شخصية حاكمها الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، الذي عُرف بوعيه القومي وإبداعه الشعري وثقافته الواسعة.
وبيّن الرميضي أن الرحلة وثّقت ملامح التطور الإداري في الشارقة، حيث أُسست بلدية ناشئة آنذاك، إلى جانب وجود إدارة للجوازات، ومطار يُعد الوحيد في الساحل المتصالح، فضلاً عن مصرفين وبنية تعليمية مدعومة بجهود الكويت التي ساهمت بمدرسين ومناهج وكتب. وأكد أن أهمية هذه الرحلة تكمن في كونها امتداداً لجهود الكويت في دعم التعليم بالمنطقة منذ عام 1953، حين زار الشيخ صقر القاسمي الكويت والتقى الشيخ عبدالله السالم، طيّب الله ثراه، الأمر الذي أسفر عن إرسال بعثات تربوية كويتية شكّلت نواة التعليم النظامي في الشارقة. وختم الرميضي ورقته بتأكيد أن هذه الرحلة التاريخية ليست مجرّد حدث عابر، بل محطة مضيئة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين الكويت والإمارات.