بعد انتخابه لفترة رئاسية مدتها 5 سنوات انتهت في 2024، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس، استعداده للتنحي عن منصبه بمجرد انتهاء الصراع المسلح مع روسيا، مؤكداً أنه تحدث في هذا الأمر مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في اجتماعهما يوم الثلاثاء الماضي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وقال زيلينسكي، لموقع «أكسيوس»: «هدفي هو إنهاء الحرب، وليس الاستمرار في الترشح لمنصب»، موضحاً أنه في حال التوصل إلى اتفاق لوقف النار لعدة أشهر مع روسيا سيتم إجراء الانتخابات.

Ad

وقال زيلينسكي بشأن ما نقله إلى ترامب «بإمكاننا انتهاز هذه الفترة من الوقت (وقف النار) ويمكنني إعطاء هذه الإشارة إلى البرلمان».

وأضاف أنه يتفهم أن مواطنيه قد يريدون «قائداً جديداً» و«حقبة رئاسية جديدة» لتحقيق السلام المنتظر. ويحظر الدستور الأوكراني إجراء انتخابات في ظل الأحكام العرفية.

وتم انتخاب زيلينسكي رئيساً في 2019 لفترة رئاسية مدتها 5 سنوات انتهت في 2024 ولكن تم التجديد له تلقائياً نظراً لاستحالة إجراء انتخابات في ظل الوضع الراهن.

وبعد يوم من تغيير ترامب لموقفه وحثه أوكرانيا على مواصلة الحرب ضد روسيا واستعادة أراضيها المحتلة بالكامل، اجتمع وزير خارجيته ماركو روبيو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أمس الأول، داخل أحد فنادق نيويورك على مسافة شوارع معدودة من مقر الأمم المتحدة حيث اجتمع مع زيلينسكي مع ترامب.

وجدد روبيو أثناء اجتماعه مع لافروف دعوة ترامب لوقف المذابح والحاجة لأن تتخذ روسيا إجراءات واضحة من أجل حل دائم للحرب مع أوكرانيا.

ووفق الخارجية الروسية، فإن لافروف ناقش مع روبيو حل الأزمة الأوكرانية، وتبادلا وجهات النظر بناء على تفاهمات قمة الرئيس فلاديمير بوتين وترامب بألاسكا وأكدا اهتمامهما المشترك بإيجاد حل سلمي».

في موازاة ذلك، أبدى رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف استعداده لاستضافة قمة مستقبلية بين بوتين وزيلينسكي للتفاوض على وقف الحرب.

وفي مواجهة المشكلة المتصاعدة مع روسيا، يجتمع عدد من وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي اليوم لمناقشة إنشاء «جدار ضد الطائرات المسيّرة».

وفي أحدث سلسلة من الانتهاكات، أعلنت الدنمارك أمس، تعرضها إلى «هجوم مركّب» شمل توغلاً جديداً لطائرات مسيرة بمجالها الجوي في 5 مناطق وتسبب بغلق اثنين من أكبر مطاراتها، وهجمات متعددة الوسائل أثّرت على منشآت عسكرية. واتهمت الدنمارك «جهة محترفة» بالوقوف خلف «الهجوم المركّب الهادف لنشر الخوف».

وخلافاً لبولندا، التي استهدفت المسيرات الروسية في مجالها الجوي في 10 سبتمبر، قررت الدنمارك عدم إسقاط أي منها مجالها الجوي لأسباب تتعلق بالسلامة، مؤكدة عزمها على تعزيز قدراتها في رصد المسيّرات وتحييدها.

وقالت الشرطة، إن طائرات مسيرة شوهدت أيضاً بالقرب من مطاري إسبيرج وسونابورج، بالإضافة إلى قاعدة جوية تضم عدداً من مقاتلات إف-16 وإف-35. وتقع جميع هذه الأماكن الخمسة في شبه جزيرة غاتلاند غرب الدنمارك.

وفي إستونيا، التي انتهكت المقاتلات الروسية مجالها الأسبوع الماضي، تسعى السلطات لتوسيع السياج على طول حدودها وبناء خنادق وملاجئ مضادة للدبابات استعدادا لاحتمال اندلاع صراع مع روسيا.

ومن دول البلطيق إلى البحر الأسود، تواجه الدول المتاخمة لروسيا وبيلاروس تداعيات الحرب على أوكرانيا، وسلط توغل نحو 20 طائرة مسيرة أجواء بولندا الشهر الجاري، الضوء على ثغرات في دفاعات «الناتو»، إذ هرعت طائرات حربية بملايين الدولارات لمواجهة طائرات مسيرة كلفت آلاف الدولارات، والتي تحطمت في نهاية المطاف في الريف البولندي.

وقال مسؤولون عسكريون من دول البلطيق، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا إن التصدي للطائرات المسيرة يتطلب حل مجموعة معقدة من المشاكل التكنولوجية والمالية والإدارية. وأضافوا أن أوروبا بحاجة إلى تكنولوجيا أرخص ثمناً وإلى تسريع وتيرة الإنتاج ودورات الشراء البطيئة.

وأشاروا إلى أن تكنولوجيا الطائرات المسيرة تتطور بسرعة كبيرة لدرجة أن أي معدات تشترى الآن قد تصبح قديمة خلال أشهر قليلة.

وقال قائد الجيش الإستوني ليفتنانت جنرال أندروس ميريلو: «يحتاج تكنولوجيا جيدة بشكل كاف، وذات تكلفة معقولة، ويمكن إنتاجها بكميات كبيرة».

وأضاف: «لست بحاجة إلى قدرات عالية التقنية لا أستطيع إطلاقها سوى مرة واحدة ضد أهداف ستهاجمنا بالمئات».

وفي الأثناء، أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن طائرة عسكرية روسية قامت بالتحليق فوق فرقاطة تابعة للبحرية الألمانية في بحر البلطيق أمس الأول، وربط الحادثة بما وصفه بـ «سلسلة من الاختراقات» للمجال الجوي لكل من بولندا وإستونيا ورومانيا والدنمارك.

وتحدث بيستوريوس عن «واقع جديد يجب التعامل معه». وقال إن بوتين يختبر حرفياً حدود دول الناتو ويريد استفزازنا، ويقوم بهذه الاختبارات بوتيرة متزايدة وبشكل مكثف لتحديد وكشف واستغلال ما يعتبرها نقاط ضعف الحلف».

في الأثناء، أعلن وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك-كاميش عن تلقيه 6 عروض لشراء 4 غواصات جديدة من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والسويد وكوريا الجنوبية.