كرّمت مكتبة الكويت الوطنية، أمس، طلبة متحف ومختبر الآثار والأنثرويولوجيا بكلية العلوم الاجتماعية جامعة الكويت المشاركين في مشروع «أرشفة التراث الثقافي في المكتبة»، الذي استمر خلال الفترة من 5 أغسطس الماضي إلى 5 الجاري، بالتعاون مع المكتبة.

وكرّمت الطلبة مديرة المكتبة، سهام اﻟﻌﺎزﻣﻲ، وأستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة الكويت، د. حسن أشكناني، في أجواء احتفالية بجهود الطلبة الذين ساهموا بمجهودهم على مدى شهر تقريباً في أرﺷﻔﺔ اﻟﻣواد اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﻛﺗﺑﯾﺔ، ﻣﺛل اﻟﻣﻘﺗﻧﯾﺎت اﻟﺗراﺛﯾﺔ واﻷﺛرﯾـﺔ واﻟﻣﺧطوطﺎت، مما يساهم ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﻣﻌرﻓﻲ، وﻓﻲ إطﺎر الحفاظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗراث اﻟوطﻧﻲ واﻟﻌﺎﻟﻣﻲ، وﺗروﯾﺞ الإرث اﻟﺛﻘﺎﻓـﻲ والتاريخي اﻟذي تضّمه المكتبة.

Ad

تاريخ المتاحف

من جانبها، توجهت اﻟﻌﺎزﻣﻲ بالشكر لفريق العمل من الطلبة المشاركين بالمشروع بإشراف د. أشكناني، معربة عن سعادتها بالنشاط الذي يشهده التعاون بين المكتبة والجامعة في الفترة الأخيرة، مؤكدة استمرار هذا التعاون في أنشطة مقبلة لخدمة التراث الوطني والثقافي الكويتي.

وقال د. أشكناني إنه ﺗم اﻹﻋﻼن ﻋن ﻣﺷروع ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن ﻣﺗﺣف وﻣﺧﺗﺑر اﻵﺛﺎر والأﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ، وإدارة المكتبة، ﺗﺣت ﻋـﻧوان «أرﺷـﻔﺔ اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓـﻲ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻛوﯾـت اﻟوطـﻧﯾﺔ» بإشرافه، ﺿـﻣن ﺳﯾﺎق أﺷﻣل ﻓـﻲ ﻋـﻣل ﻣﺗﺣف ومختبر اﻵﺛﺎر واﻷﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺟﺎﻣـﻌﺔ الكويت ﻓﻲ إطﻼق ﻣﺷروع أرﺷﻔﺔ ورﻗﻣﻧﺔ اﻟﺗراث اﻟـوﺛﺎﺋـﻘﻲ اﻟـﻣرﺗﺑطﺔ بتارﯾـﺦ اﻟﻣﺗﺎﺣف ﻓـﻲ دوﻟﺔ اﻟﻛوﯾت، وأرﺷـﯾف اﻟـﺑﻌﺛﺎت اﻷﺛرﯾـﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻣﻠت ﻋـﻠﻰ أرض اﻟﻛوﯾت، وﺻور ووﺛﺎﺋق ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ بمراﺣل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻛوﯾت اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ، معرباً عن فخره بالمجهود والإنجاز الذي حققه طلبته في جامعة الكويت وشغفهم وحرصهم على المشاركة في مثل تلك المشروعات الوطنية.

دراسة صيفية

وأوضح أشكناني أن الورشة شجعت الطلبة على الاﻧﺿﻣﺎم للعمل اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺧﻼل ﻓﺗرة الإﺟﺎزة اﻟدراﺳﯾﺔ اﻟﺻﯾﻔﯾﺔ، بهدف اﻟﺣﻔﺎظ ﻋـﻠﻰ اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ من خلال اﻟﻣﺧطوطﺎت التي ﺗﺣﺗوي ﻋـﻠﻰ معلومات ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓـﯾﺔ ﻗـﯾّﻣﺔ ﺗﻌﻛس ﻓـﺗرات زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ، حيث تساعد اﻷرﺷﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ هذه اﻟوﺛﺎﺋق ﻟﻸﺟﯾﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ، وﺗﯾﺳـﯾر اﻟوﺻول ﻟـﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣـن ﺧﻼل اﻷرﺷﻔﺔ اﻟﺟﯾدة، حيث ﯾﻣﻛن ﻟـﻠﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟـطﻼب اﻟـوﺻـول إﻟـﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺳهوﻟـﺔ، مما ﯾﺳهّل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﺣث واﻟدراﺳﺔ، وﯾﻌزز ﻣن اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، فضلا عن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣواد ﻣن اﻟﺗﻠف واﻟﻣﺧطوطﺎت ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﺿﺎرة، ﻣﺛل اﻟـرطوﺑﺔ واﻟﺣرارة، وهو ﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن ﺧطر هلاكها، إلى جانب ﺗـﺷﺟﯾﻊ اﻟﺑﺣث واﻟدراﺳﺔ، حيث ﺗوﻓر اﻷرﺷﻔﺔ ﺑﯾﺋﺔ ﻣواﺗﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ، وتساعد اﻠﺑﺎﺣﺛﯾن في الاطﻼع ﻋـﻠﻰ ﻣﺻﺎدر أﺻﻠﯾﺔ ودﻗﯾﻘﺔ، ﻣﻣﺎ ﯾﻌزز ﻣن ﺟودة اﻟدراﺳﺎت واﻷﺑﺣﺎث.

مشاركة ثقافية

وأضاف أشكناني أن الورشة استهدفت أيضا تسهيل اﻟـﻣﺷﺎرﻛـﺔ اﻟـﺛﻘﺎﻓـﯾﺔ من خلال اﻷرﺷـﻔﺔ اﻟـرﻗـﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺧطوطـﺎت التي ﺗـﺗﯾﺢ إﻣـﻛﺎﻧـﯾﺔ اﻟـوﺻـول إليها ﻣـن ﻗـﺑل جمهور أوﺳـﻊ، لتعزيز اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق ﻋﺎﻟﻣﻲ، وﺗـطوﯾـر اﻟـﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺣـدﯾـﺛﺔ، حيث اﻷرﺷـﻔﺔ ﺗـﺗطﻠب اﺳـﺗﺧدام ﺗـﻘﻧﯾﺎت ﺣـدﯾـﺛﺔ، ﻣـﺛل اﻟـﺗﺻوﯾـر اﻟـرﻗـﻣﻲ واﻟﺗﺧـزﯾـن اﻟـﺳﺣﺎﺑـﻲ، ﻣـﻣﺎ ﯾدﻓﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت إﻟﻰ اﻻﺑﺗﻛﺎر واﻟﺗطوﯾر ﻓﻲ هذا اﻟﻣﺟﺎل، إلى جانب مزايا اﻟﻌﻣل اﻟـﻣﯾداﻧـﻲ، حيث إن اﻧـﻀﻤﺎم طـﻠﺒﺔ ﻣـﺘﺤﻒ وﻣـﺨﺘﺒﺮ اﻵﺛـﺎر واﻷﻧـﺜﺮوﺑـﻮﻟـﻮﺟـﯿﺎ ﻟـﻠﻌﻤﻞ ﻓـﻲ أرﺷـﻔﺔ اﻟـﺘﺮاث اﻟـﺜﻘﺎﻓـﻲ بمكتبة اﻟـﻜﻮﯾـﺖ اﻟـﻮطـﻨﯿﺔ هو ﺟـﺎﻧـﺐ ﻋـﻤﻠﻲ ﺗـﻄﺒﯿﻘﻲ ﯾﺴـﺘﻄﯿﻊ اﻟـﻄﺎﻟـﺐ من خلاله ﺗـﻄﺒﯿﻖ المفاهيم اﻟـﻨﻈﺮﯾـﺔ اﻟـﻰ واﻗـﻊ ﻋـﻤﻠﻲ وﻣـﻠﻤﻮس، ﻣـﻤﺎ ﯾـﺰﯾـﺪه ﺧـﺒﺮة وﻛـﻔﺎءة، واﻟـﺘﻌﺮف ﻋـﻠﻰ اﻟـﻤﺸﺎرﯾـﻊ ﺧـﺎرج أورﻗـﺔ اﻟـﺠﺎﻣـﻌﺔ، ﻣـﺜﻞ اﻟـﻌﻤﻞ ﻓـﻲ اﻟـﻤﺆﺳـﺴﺎت اﻟـﺜﻘﺎﻓـﯿﺔ واﻟـﻌﻠﻤﯿﺔ، ﺳﻮاء اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ منها او اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص.

وحول فرق العمل، أشار أشكناني إلى أنه ﺗـم ﺗﻘﺳـﯾم اﻟـطﻠﺑﺔ وعددهم 9 إﻟـﻰ ﻣﺟـﻣوﻋـتي ﻋـﻣل: ﻣﺟـﻣوﻋـﺔ A ﻟـﻠﻌﻣل ﻋـﻠﻰ ﺗـرﺗـﯾب وﺗـرﻗـﯾم وﺗـﻧظﯾم وأرﺷـﻔﺔ ﻣﺧـطوطـﺎت اﻟـﻣوﺟـودة ﻓـﻲ ﻗـﺳم اﻟﻣﺧـطوطـﺎت بالمكتبة، وﻣﺟـﻣوﻋـﺔ B ﻟـﻠﻌﻣل ﻋـﻠﻰ أرﺷـﻔﺔ ﻗـﺳم ﻣـﻛﺗﺑﺔ اﻟـﻣواد اﻟـﺳﻣﻌﯾﺔ واﻟـﺑﺻرﯾـﺔ وﻣـﻛﺗﺑﺔ اﻟـﺗراث اﻟـﻣوﺳـﯾﻘﻰ، اﻟـﺳﻣﻌﯾﺎت اﻟـﻣرﺋـﯾﺎت وإدﺧـﺎل اﻟـﺑﯾﺎﻧـﺎت اﻟـﻣﻛﺗوﺑـﺔ إﻟـﻰ ﻧـظﺎم اﻹﻛﺳـل (Excel) ﻋـﻠﻰ اﻟـﺣﺎﺳـوب لتسهيل إﯾـﺟﺎد ﻋـﻠﻰ ﻣـﺣﺗوﯾـﺎت اﻟـﻘﺳم. وتـﺿم ﻛـل ﻣﺟـﻣوﻋـﺔ ﻋـددا ﻣـن طـﻠﺑﺔ ﻣـﺗﺣف وﻣـﺧﺗﺑر اﻵﺛـﺎر واﻷﻧـﺛروﺑـوﻟـوﺟـﯾﺎ ﺑـﻛﻠﯾﺔ اﻟـﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.