خلال رحلتي الحالية إلى الدول الاسكندنافية كانت السويد الدولة الثانية التي أزورها، قادماً من فنلندا، وكان الكروز هو وسيلة المواصلات الجديدة التي استخدمتها في رحلة استغرقت حوالي 17 ساعة في أجواء باردة وممطرة بمعظم الأوقات في طريق لا مثيل له في أي مكانٍ آخر، لكثرة الجُزر التي تمرُّ الباخرة السياحية بينها في مناظر جميلة جداً جذبت جميع السياح، حيث تلاحظ وجود الكثير منهم على مدار الساعة في السطح، لمتابعة المناظر المختلفة.

السويد، التي تبلغ مساحتها الجغرافية أكثر من 450 ألف كيلومتر مربع، تُعد ثالث أكبر الدول في الاتحاد الأوروبي بعد فرنسا وإسبانيا، وتشكِّل خريطتها السياحية تنوُّعاً يجمع عدة أنواع، مثل: السياحة الطبيعية، والشتوية الثلجية، والثقافية، والتاريخية، مع الساحة الريفية والتقليدية، والحضرية الحديثة، إضافة إلى الصحية والاستجمامية، كذلك العائلية، وأخيراً السياحة المستدامة التي تُسهم بشكلٍ كبير في رفع الاقتصاد الوطني، من خلال ما ينفقه أكثر من 6 ملايين زائر سنوياً، بنسبة بلغت 2.6 في المئة بالناتج المحلي، دعماً للاقتصاد الوطني.

Ad

السياحة السويدية تنتشر بنسب متفاوتة في البلاد، وتلبِّي حاجة الجميع، آخذة بالتطور السريع، خصوصاً بعد التعافي من تداعيات الجائحة، حيث عملت على تحديث بعض المرافق السياحية بشكلٍ كبير جداً.

وللعلم، تذكر الإحصائيات أن التصنيف الجغرافي يشير إلى أن الغابات تشكِّل 60 في المئة، والبحيرات والأنهار 10 في المئة، والأراضي الزراعية 8 في المئة، إضافة إلى المتنزهات والمحميات بنسبة 2-3 في المئة، وغيرها من مواقع الجذب السياحي الأخرى، إضافة إلى عناصر التنمية المستدامة.

الحياة المعيشية مقارنة مع ما يُنفقه السائح الخليجي بشكلٍ خاص، والعربي بشكلٍ عام، في وجهات إقليمية أو حتى أوروبية مرتفعة جداً، بسبب دخل الفرد عندهم، والنماء الاقتصادي المتنوع، لا سيما في قطاع الصناعة التي تُعرف بجودتها العالية، وقد تربَّعت لسنوات طويلة، وما زالت في قطاع الاتصالات مثل شركة اركسون العالمية، وصناعة السيارات مثل شركة فولفو، التي احتلت الصدارة من حيث السلامة والأمان في جميع فئات إنتاجها المتنوعة، والاستثمار الحقيقي في العنصر البشري من حيث التعليم والتدريب المتطور لأعلى المستويات العالمية تقدُّماً.

الجهات التنفيذية، متمثلة في الجهات الرسمية المعنية بشؤون السياحة في السويد، عملت خلال السنوات الأخيرة للدخول في منافسة شديدة مع جيرانها، وحرصت على تفعيل الترويج السياحي عبر مشاركتها الواسعة في مختلف المعارض والمؤتمرات حول العالم بممثلين عن الجهات السياحية المختلفة، التي حققت نجاحات متعددة استقطبت سياحاً من مختلف دول العالم، في مقدمتها الصين واليابان والهند، إضافة إلى السياح من الدول الأوروبية.

* إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي