صديقي العزيز...
من خلال نقاشاتنا السابقة وصلت إليّ قناعاتك الراسخة بأن:
1 - حركة حماس وما فعلته في السابع من أكتوبر هما السبب في كل ما يتعرّض له الفلسطينيون من تنكيل وتجويع وإبادة جماعية، وسبب قتل الأطفال والنساء والشيوخ هم «حماس» وليس إسرائيل.
2 - «حماس» ترى الشعب الفلسطيني في غزة مجرد دروع بشرية و«خردة» بلا قيمة.
3 - الفلسطينيون جلبوا الكوارث لأنفسهم بأنفسهم، والعرب لأنهم متفرقون وانتهازيون يستحقون ما يجري لهم.
4 - على عكس بلادنا العربية، فإن إسرائيل تثمّن وتقدّر كل مواطن فيها وتثأر لقتل كل إسرائيلي بألف ضعف، وفي هذا دليل على كرامة المواطن الإسرائيلي في عيون دولته.
5 - مد إسرائيل للدول العربية بأدوات وتقنيات متقدمة للمراقبة والتجسس هو دليل حضاري.
6 - إسرائيل تنظف منطقتنا من كل الوساخة التي عجزنا نحن عن تنظيفها.
7 - قد يكون أرحم لنا أن نعيش في الزمن الصهيوني من أن نعيش في زمن «الملالوة»..
8 - لا تعتبر نفسك صهيونيا عربيا - والعياذ بالله - أو متواطئا مع الجلاد فوق رأس الضحية، بل ترى أنك حداثي، براغماتي، تفضل الرياضة عن «ملل» السياسة.
9 - تحمل قناعاتك بحياء أمام العامة، ورغم أنك تربي أبناءك عليها تدفع زوجتك لتتظاهر بالولولة أمام الملأ على مأساة الفلسطينيين.
أتفق معك صديقي في أنه قد يبدو أسهل بكثير لو وأدنا ونسينا القضية الفلسطينية دون أي مطالبة بالعدالة، ولو نسمح لأنفسنا بالانفتاح على عالم يتّسم بسهولة التجارة وتبادل المعلومات، عالمٍ تنمو فيه الأمم دون تعصب طائفي أو ديني أو إثني أو سواها.. لكن هيهات!
اسمح لي أن أشاركك قصة قرأتها مؤخراً في كتاب** للكاتب والشاعر الفلسطيني محمد الكرد عن قائد لجنة ترحيل العرب*** عام 1948، والذي يروي في مذكراته قصة العائلة الفلسطينية التي استضافته واحتفت به في بيتها وقدمت له اللبنة والزعتر، بينما القائد - في مذكراته - يسخر من سذاجتهم وغبائهم أمام هدفه الوحيد المتمثل بطردهم من بيتهم.
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، جهاراً، ذات الرؤية الاستعمارية الأسبوع الفائت عندما وصف أراضي غزة المكلومة بأنها «فرصة استثمار عقاري لا تطوف!». قالها مارتن لوثر كينغ: «الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان»، وأؤكد لكم صديقي: في رؤى إسرائيل الكبرى: كلنا فلسطينيون.
********
** كتاب «Perfect Victims: And the Politics of Appeal» الصادر عام 2025 باللغة الإنكليزية.
*** يوسف فايتس (1890 - 1972) صهيوني من أصل روسي، عمل مدير إدارة الأراضي في الصندوق القومي اليهودي وقائد لجنة غير رسمية لترحيل العرب في مايو 1948.
* كاتب ومخرج مسرحي