كعادتها، لا تمر جائزة الكرة الذهبية دون إثارة للجدل. هذا العام جاء التتويج من نصيب الفرنسي عثمان ديمبيلي، نجم باريس سان جرمان، وسط آراء متباينة بين من يراه استحقاقاً طبيعياً لمسيرته ومستواه، ومن يراه مفاجأة قياساً بأسماء أخرى قدمت موسماً استثنائياً وعلى رأسهم لاعبا برشلونة الإسباني لامين يامال والبرازيلي رافينها.

لكن ما أثار النقاش بشكل أوسع هو ترتيب بقية اللاعبين، وعلى رأسهم بيدري لاعب برشلونة، الذي وُضع في موقع أثار علامات استفهام كثيرة لدى جماهير كرة القدم. فبينما يرى البعض أن الإنجازات الفردية والجماعية لا تبرر هذا الترتيب، يصر آخرون على أن الكرة الذهبية باتت تحمل أبعاداً إعلامية وتسويقية أكثر من كونها مجرد تقييم رياضي محض لا سيما مع عدم وضوح المعايير التي تتم المفاضلة بين اللاعبين وفقاً لها.

Ad

وسط هذا الجدل، ورغم الظلم في الترتيب خصوصاً للمصري محمد صلاح لاعب ليفربول والمغربي أشرف حكيمي زميل ديمبيلي في باريس يظل الجانب الإيجابي الأبرز هو الحضور العربي في القائمة، فتواجد بعض اللاعبين العرب بين الأسماء الكبرى في العالم ليس مجرد تكريم فردي، بل رسالة واضحة إلى بقية المواهب في منطقتنا، خصوصاً في الخليج: الطريق ليس مستحيلاً. بإمكان لاعب عربي أن يقف إلى جوار نجوم أوروبا وأميركا الجنوبية في المحافل الكبرى، إذا توفرت له بيئة رياضية صحية، ودعم مؤسسي، ورؤية طويلة الأمد.

الكرة الذهبية ليست مجرد جائزة، بل مرآة تعكس واقع كرة القدم عالمياً. وإن كنا ننتقد آلية التصويت أو الترتيب، فإننا في العالم العربي بحاجة إلى تحويل هذه اللحظات إلى دافع إضافي لبناء منظومات رياضية حقيقية، تتجاوز حدود الفردية والارتجال، نحو مشروع يصنع نجوماً قادرين على المنافسة لا على مجرد الحضور.

بنلتي

انتهت حقبة الصراع الأسطوري بين ميسي ورونالدو، تلك الحرب التي استنزفت أعصابنا منذ عقدين. نفتح اليوم صفحة جديدة، مع تمنياتنا أن نرى اسماً يستطيع أن يسيطر على الكرة الذهبية أكثر من موسم، لكن نرجو ألا تتحول المنافسة القادمة إلى دراما يومية على وسائل التواصل، وإلا فسنظل أسارى الجدل الأبدي.