لم يكن المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتطبيق حل الدولتين، الذي حظي بتأييد 142 دولة عضواً في الأمم المتحدة، مكافأةً لفلسطين، بل حق ثابت وإن تأخر كثيراً، وإنكاره ما هو إلا هدية للكيان الغاصب، وتمكينه لاستمرار وحشيته.
المؤتمر الذي عُقد مساء أمس الأول في مقر الأمم المتحدة بمشاركة ممثل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، جاء برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.
وعبر الموقف الدولي الجريء خلال المؤتمر، الذي غابت عنه إسرائيل، بعد أن بدأت تنحاز الشرعية الدولية بوضوح إلى الحق الفلسطيني، عن إرادة جماعية لإنهاء الصراع وإحلال السلام العادل، وعن رغبة حقيقية لوضع حد للغطرسة الإسرائيلية، التي لا تعرف إلا لغة الدم والعدوان.
ودعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باقي دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين، مشيداً بالموقف التاريخي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما يعكس إرادة المجتمع الدولي في إنصاف الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في كلمة للأمير محمد في افتتاح أعمال المؤتمر، ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مؤكداً أن «تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة، لاسيما أن المؤتمر ينعقد في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في نهجها العدواني ومواصلة جرائمها الوحشية».
وكان الرئيس ماكرون أعلن في افتتاح المؤتمر اعتراف فرنسا بدولة فلسطين لتنضم بذلك إلى بريطانيا وكندا وأستراليا.
وفي مستهل خطاب ألقاه بافتتاح المؤتمر، أكد ماكرون أن وقت السلام قد حان، وجاء وقت الإفراج عن الأسرى ووقف الحرب والقصف في غزة والمجازر لأن الوضع بات ملحاً.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن قيام الدولة الفلسطينية حق وليس مكافأة، وأن رفض ذلك سيكون هدية للمتطرفين في كل مكان، محذراً من أنه من دون الدولتين لن يتحقق السلام في الشرق الأوسط وسينتشر التشدد حول العالم.
وقال غوتيريش في كلمته، إن حل الدولتين هو الطريق الوحيد للخروج من «هذا الكابوس»، مرحباً بالتدابير التي اتخذتها دول أعضاء بالأمم المتحدة لحشد الدعم لحل الدولتين بما في ذلك التعهد بالاعتراف بدولة فلسطين.
sms
المشهد اللافت في اجتماع حل الدولتين، الذي حظي بتأييد 142 دولة، أن موازين الحضور والانسحاب انقلبت، ففي السابق كانت بعض الدول العربية هي التي تغادر القاعة عند إلقاء إسرائيل كلمتها، أما الآن فقد انسحبت إسرائيل نفسها، تاركة خلفها قاعة مكتملة بالحضور العربي والدولي، ليؤكد هذا المشهد أن الزمن لم يعد في مصلحة الاحتلال... وأن صوت الحق مهما تأخر يعلو في النهاية فوق كل باطل.
وفي تفاصيل الخبر:
في تحوّل دبلوماسي غير مسبوق حدث بعد قرابة عامين من العدوان المجنون على غزة، وتسببه في مقتل أكثر من 65 ألفاً جلهم من المدنيين، حظيت الدولة الفلسطينية باعتراف تاريخي في الأمم المتحدة، تتويجاً لأشهر من المساعي المكثّفة للسعودية وفرنسا لحشد أكبر عدد ممكن من البلدان لتثبيت حل الدولتين، ورسم خطّة سلام تعمق عزلة إسرائيل وتضع حكومتها الأكثر تطرفاً في تاريخها أمام تحدّ لم تشهد له مثيلاً.
ورغم المقاومة الشرسة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وحليفته الوثيقة الولايات المتحدة، أمسكت السعودية مع فرنسا بزمام مبادرة «حلّ الدولتين»، وأفضت جهودهما الجبارة إلى اعتماد نصّ بالأغلبية الساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤيّد إعلان دولة فلسطينية عتيدة، تعترف بها أكثر 160 دولة من أصل 193 عضو بالمنظمة الدولية.
وفي بداية يوم حافل شهد انضمام العديد من الدول إلى قائمة متزايدة اعترفت بدولة فلسطين، قدّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عرضاً حماسياً لنصرة الفلسطينيين، ورفع الظلم التاريخي عنهم، في خطاب استمر نحو 30 دقيقة، وحظي بتصفيق طويل وإشادة دولية لم يحظ بها على الإطلاق.
وخلال ترؤسه مؤتمر «حل الدولتين» إلى جانب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وبمشاركة رفيعة لممثل سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، أعلن ماكرون «وفاء فرنسا بالتزامها التاريخي واعترافها رسمياً بدولة فلسطين»، معتبراً أن «وقت السلام قد حان».
وأكد الرئيس الفرنسي رغبته في «فتح الطريق نحو السلام»، وطالب إسرائيل بالتوقف عن أي فعل يعوق نجاح هذا الهدف، بما في ذلك وقف الحرب والقصف في غزة والمجازر ونزوح السكان.
وحذر ماكرون من أن العدوان على غزة يهدد «بتقويض» اتفاقيات إسرائيل (إبراهيم) مع دول عربية، وقال: «لدينا مخاوف حول طرح إسرائيل النقاش في اتفاقيات إبراهام وكامب ديفيد، ما قد يجعل السلام مستحيلاً لفترة طويلة في الشرق الأوسط».
واعتبر الرئيس الفرنسي أن «الاعتراف بالدولة يؤكد أنّ الفلسطينيين ليس شعباً زائداً، كما أنه لا ينتقص شيئاً من حقوق الإسرائيليين، بل يمهّد لسلام يضمن أمنهم معاً»، مشدداً على بذل «قصارى الجهد للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن».
وربط ماكرون اعترافه بالدولة الفلسطينية بخطة سلام وأمن شاملة قدّمتها فرنسا والسعودية وصوّتت عليها الجمعية العامة «بأغلبية كبيرة»، موضحاً أنها «تقوم على وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بتحرير الرهائن، يلي ذلك تدفق المساعدات الإنسانية وإدارة انتقالية في غزة تضم السلطة الفلسطينية مع دعم دولي لتدريب قوات أمن فلسطينية ونزع سلاح حماس».
ثم تحدث عن خطوة تالية هي «مرحلة إعادة الإعمار واستئناف المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، منزوعة السلاح، تعترف بإسرائيل ويُعترف بها».
وأكد ماكرون أن «الاعتراف بدولة فلسطين يُمثل هزيمة لحركة حماس ولكل من يُثيرون الكراهية المعادية للسامية ويُضمرون هواجس معادية للصهيونية ويسعون إلى تدمير إسرائيل».
وشدد على أن هذه الدولة المستقبلية لن يكون فيها أي مكان للحركة، مذكّراً بأن الخطة تنص على إقامة «بعثة استقرار دولية» مسؤولة عن تأمين غزة مع «إدارة انتقالية تضم السلطة الفلسطينية» بهدف «تفكيك حماس ونزع سلاحها». وقال إن «فرنسا مُستعدة للمساهمة» في البعثة.
ولي العهد السعودي
وفي كلمة ألقاها نيابة عنه، الأمير فيصل بن فرحان، دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باقي دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين، مشيداً بالموقف التاريخي للرئيس الفرنسي الذي عكس إرادة المجتمع الدولي في إنصاف الشعب الفلسطيني.
وقال ولي العهد السعودي إن ذلك «يعزز اقتناعنا الراسخ بأن تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة»، مؤكداً عزم المملكة على مواصلة شراكتها مع فرنسا وجميع الدول الداعية للسلام لمتابعة تنفيذ مخرجات المؤتمر.
كما أعرب عن شكره للدول التي اعترفت أو أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين وأمله بأن تتخذ بقية الدول هذه الخطوة التاريخية.
واضاف أن «المؤتمر ينعقد في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في نهجها العدواني ومواصلتها لجرائمها الوحشية تجاه الأشقاء الفلسطينيين وانتهاكاتها في الضفة الغربية والقدس الشرقية واعتداءاتها المتكررة على سيادة الدول العربية والإسلامية وآخرها العدوان الغاشم على دولة قطر الشقيقة».
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن اعتراف فرنسا والعديد من الدول الأخرى بدولة فلسطين، والدعم واسع النطاق لاعتماد إعلان نيويورك، يعكسان رغبة المجتمع الدولي في «إنصاف الشعب الفلسطيني والاعتراف بحقه التاريخي المشروع» بما يتماشى مع الأطر الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.
ترحيب كويتي
وبعد فرنسا، انضمت 6 دول خلال المؤتمر إلى قائمة تضم أكثر من 150 دولة أخرى بينها بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال في الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية.
وأعلن رؤساء وزراء لوكسمبورغ لوك فريدن، ومالطا روبرت أبيلا، وبلجيكا بارت دي ويفر، وأمير موناكو ألبرت الثاني، ووزيرة خارجية أندورا إيما تور فاوس اعترافهم رسمياً بدولة فلسطين، مؤكدين أن «حل الدولتين يظل هو الطريق الوحيد للتحرك قدماً على مسار سلام دائم يدعم بشكل لا لبس فيه حق إسرائيل في الوجود إلى جانب دولة فلسطينية ديموقراطية».
وأعربت وزارة الخارجية عن ترحيب الكويت بإعلان هذه الدول الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرة أنها خطوة إيجابية تعكس إرادة دولية نحو تحقيق السلام ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني.
وذكرت الخارجية أنه «في الوقت الذي تشيد فيه الكويت بهذا الاعتراف ومواقف تلك الدول التي من شأنها تعزيز فرص السلام في المنطقة والاتجاه نحو تنفيذ حل الدولتين، فإنها تدعو كل الدول التي لم تتخذ هذه الخطوة إلى الانضمام للمسار الذي سيؤدي إلى تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
خطة وحق
وفي كلمة عبر الفيديو، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إعلان نيويورك التاريخي «يعد بداية مسار لا رجعة فيه، لإنهاء الكارثة الإنسانية وإنهاء الاحتلال»، واصفاً إياه بـ «تجسيد لدولة فلسطين المستقلة».
وأعرب عباس عن تقديره لكل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، ودعا الدول التي لم تعترف بها بعد، إلى أن تحذو حذوها. وأشار إلى استعداد فلسطين للعمل مع الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا والأمم المتحدة وجميع الشركاء لتنفيذ خطة السلام التي تم اعتمادها في المؤتمر، ودعا إسرائيل إلى الجلوس فوراً على طاولة المفاوضات «لوقف إراقة الدماء وتحقيق السلام العادل والشامل».
بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن قيام الدولة الفلسطينية «حق وليس مكافأة» ورفض ذلك سيكون «هدية للمتطرفين في كل مكان»، محذراً من أنه من دون الدولتين لن يتحقق السلام في الشرق الأوسط وسينتشر التشدد حول العالم.
وقال غوتيريش إن حل الدولتين هو الطريق الوحيد للخروج من «هذا الكابوس»، مرحباً بالتدابير التي اتخذتها دول أعضاء بالأمم المتحدة لحشد الدعم لحل الدولتين، بما في ذلك التعهد بالاعتراف بدولة فلسطين.
وأضاف أنه لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني أو أي شكل من أشكال التطهير العرقي، مشيراً إلى تجويع السكان في غزة وقتل عشرات آلاف المدنيين معظمهم من النساء والأطفال ومئات العاملين الأمميين في المجال الإنساني.
ودعا الأمين العام مجدداً إلى الإيقاف الفوري والدائم لإطلاق النار والإفراج فوراً ومن دون شروط عن جميع الأسرى، وضمان الوصول الإنساني الفوري والكامل والآمن وغير المشروط من دون عوائق.
ونبه غوتيريش إلى أن التطورات في الضفة الغربية تمثل تهديداً وجودياً لحل الدولتين من التوسع المتواصل للمستوطنات والتهديد الزاحف بضم الأراضي وزيادة عنف المستوطنين.
من جانبها، دعت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، إلى إقامة دولة فلسطينية «ذات سيادة وقابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، في سلام وأمن، بحدود معترف بها من الطرفين واندماج إقليمي كامل».
واعتبرت بيربوك أن «الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني المستمر منذ عقود لا يمكن حلّه بحرب لا نهاية لها واحتلال دائم»، مؤكدة أن السبيل الوحيد لضمان عيش الأجيال القادمة بسلام وأمن وكرامة هو حل الدولتين.
ولفتت إلى أن الرسالة من مؤتمر الدولتين وإعلان نيويورك هي أن المجتمع الدولي لا يظل ملتزماً بحل الدولتين فحسب بل يحدد أيضاً «خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها لتحقيقه»، مؤكدة استعداد الأمم المتحدة لاتخاذ تدابير حاسمة وتقديم ضمانات دولية من أجل تنفيذ حل الدولتين باعتبارها دعوة «طموحة وواجبة».
«كارثة غزة»
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في أن يسهم الاعتراف بفلسطين مع المبادرات المقبلة في التعجيل بتنفيذ حل الدولتين والاستقرار في المنطقة، متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بارتكاب إبادة جماعية في غزه مع سعيه لإجهاض فكرة الدولة وتهجير الفلسطينيين.
وأكد أردوغان أنّ غزة في «كارثة غير مسبوقة وحان وقت وقف النار ووصول المساعدات وانسحاب إسرائيل منها»، مطالباً المجتمع الدولي بالتصدي للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
ودافع رئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيز عن اعترافه بفلسطين، وحث المجتمع الدولي على «كسر حلقة العنف» في الشرق الأوسط للتقدم نحو حل الدولتين.
وقال ألبانيز، في خطابه أمام قادة العالم أمس، «نريد أن تتوقف المذبحة، لأن كل حياة بريئة مهمة. كل حياة إسرائيلية، وكل حياة فلسطينية»، وحمّل فيه الحكومة الإسرائيلية مسؤولية «الكارثة الإنسانية» بغزة.
وأكد وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، أن «إقامة دولة فلسطين المستقلة والديموقراطية والقابلة للحياة والتي تعيش بسلام وأمن مع إسرائيل، هي حل الدولتين المتوافق مع القانون الدولي». وأضاف أن مبدأ حل الدولتين يمكن أن يتحقق من خلال المفاوضات، وأنه «لا يوجد حتى الآن بديل مقنع له».
البيان المشترك
وفي نهاية اليوم التاريخي، أصدرت السعودية وفرنسا بياناً مشتركاً دعت فيه المجتمع الدولي إلى تحويل مواقفه إلى أفعال ملموسة.
وأوضح البيان أن المؤتمر أسفر عن اعتماد إعلان نيويورك الذي حظي بتأييد 142 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا الالتزام الدولي بحل الدولتين ورسم مسار لا رجعة فيه لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وكل شعوب المنطقة.
وأشار البيان إلى تفاقم المأساة الإنسانية في غزة مع تصاعد الهجوم البري الإسرائيلي، معتبراً أن إعلان نيويورك يقدم بديلا مبدئيا وواقعيا لدائرة العنف. ودعا المجتمع الدولي إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال عبر خطوات عملية وملموسة لتنفيذ الإعلان، مرحبا بتعهدات الدول الأعضاء.
كما رحب البيان باعتراف دول جديدة بدولة فلسطين، من بينها أستراليا وبلجيكا وكندا والمملكة المتحدة ولوكسمبورغ والبرتغال ومالطا إلى جانب فرنسا.
وأكد أن إنهاء الحرب في غزة وضمان الإفراج عن جميع الرهائن يظلان أولوية قصوى، داعيا إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن وتبادل الأسرى، وضمان وصول المساعدات الإنسانية وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
وتضمن البيان التزاما بدعم نشر بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار بناء على دعوة من السلطة الفلسطينية وتفويض من مجلس الأمن، إلى جانب تعزيز تدريب وتجهيز قوات الأمن الفلسطينية. وأكد أهمية توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية، مرحبا بسياسة «دولة واحدة، حكومة واحدة، قانون واحد، وسلاح واحد».
كما شدد على وجوب إنهاء حكم «حماس» في غزة ونزع سلاحها وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية بدعم دولي، بما ينسجم مع هدف إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
تعهدات عباس
ورحب البيان بالتعهدات التي أعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بما في ذلك الالتزام بالتسوية السلمية ورفض العنف والإرهاب، والتأكيد على أن الدولة الفلسطينية لن تكون دولة مسلحة. كما رحب بالإصلاحات التي بدأت السلطة الفلسطينية بتنفيذها، مثل إلغاء نظام دفع مخصصات الأسرى، وإصلاح المناهج الدراسية بدعم أوروبي وسعودي، والالتزام بإجراء انتخابات عامة ورئاسية خلال عام بعد وقف إطلاق النار.
ودعا إلى دعم «التحالف الطارئ لدعم فلسطين» لتعبئة التمويل العاجل لموازنة السلطة الفلسطينية، مطالبا إسرائيل بالإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية المحتجزة، والعمل على مراجعة بروتوكول باريس الاقتصادي.
كما طالب البيان القيادة الإسرائيلية بإعلان التزام واضح بحل الدولتين ووقف الاستيطان ومصادرة الأراضي وأعمال الضم، مشددا على أن أي شكل من أشكال الضم يعد خطا أحمر للمجتمع الدولي يترتب عليه عواقب جسيمة.
وأكد أن «إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاندماج الإقليمي الكامل، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية للسلام»، مرحباً بمساعي إنشاء منظومة أمنية إقليمية وضمان أمن الجميع، وبإحياء المسارين السوري-الإسرائيلي واللبناني-الإسرائيلي.
وختم البيان بدعوة جميع الدول للانضمام إلى هذا الزخم الدولي من أجل ضمان السلام والأمن لجميع شعوب الشرق الأوسط، وتحقيق الاعتراف المتبادل والاندماج الإقليمي الكامل.
كما تحدث في المؤتمر تأييداً لحل الدولتين، وتنديداً بالممارسات الإسرائيلية ملك الأردن ورؤساء البرازيل والبرتغال وإندونيسيا والسنغال وجنوب إفريقيا وأنغولا، ورؤساء حكومات مصر وإسبانيا وكندا وأيرلند وبلجيكا والنرويج ومالطا، ووزراء خارجية إيطاليا والجزائر وبريطانيا واليابان.