صدمة اغتيال تشارلي كيرك هزَّت الولايات المتحدة، لكن وقعها كان أشد في أريزونا، حيث يقع مقر منظمة تيرنينغ بوينت يو إس إيه، التي أسسها. في ملعب ستيت فارم، احتشد عشرات الآلاف، الأحد الماضي، للمشاركة في مراسم تأبينه، بعضهم قضى الليل واقفاً في طوابير طويلة تحت حرارة الصحراء ليودِّعه.

شيراي سابير، نائبة رئيس الحزب الجمهوري في أريزونا، وصلت عند الساعة 1:45 فجراً قبل فتح الأبواب بـ 6 ساعات. كانت قد ظهرت ضيفة في برنامج كيرك، ونالت دعمَه في حملتها السابقة، وبقيا على تواصل. تقول: «كان من الضروري أن أحضر. أشعر أن رحلته بدأت للتو، وسيُذهل إرثه العالم لسنوات. حزينة وغاضبة، لكن موته المفاجئ يمنح شعوراً بأن المهمة اكتملت».

Ad

مايلز أوزبورن، من سكان سكوتسديل، كان من مُعجبي كيرك عن بُعد، وقال إن الطوابير كانت صعبة، لكن الناس غنّوا النشيد الوطني والترانيم المسيحية، وهتفوا: «يو إس إيه».

وأضاف: «رأيت كيف أسرع الجميع لمساعدة امرأة مسنَّة أُغمي عليها بسبب الحر. كيرك كان يُلهمني بإيمانه وقدرته على الدفاع عن آرائه بلطف ورحمة حتى مع خصومه. اغتياله أشعل في داخلي ناراً لأصبح أفضل - كزوج، وأب، وصديق».

شارون كوهين، من سكوتسديل، روت أنها التقت كيرك مصادفة في مقهى ستاربكس قبل أشهر، وكان يرتدي ملابس بسيطة، ويُراقب طفله في عربة. «أخبرته أن ابني يخدم في الجيش الإسرائيلي، وأن عائلتنا تعيش هناك، وأنني عندما أفقد الأمل في الناس أستمع له، فيعيد إليّ الثقة». كيرك أجابها بوضع يديه كمن يُصلي، وقال بالعبرية: «باروخ هاشم» (تبارك الاسم)، وهي لحظة لا تزال تذكرها بامتنان.

أما برنت سيلفر، الذي كان يعرف كيرك شخصياً، فقال: «خرجنا لتناول العشاء قبل أشهر قليلة. اليوم أشعر بمزيج من الحزن والفخر. الحزن على خسارتنا له، والفخر بهذا الكم الهائل من المحبة والوطنية الذي أظهره الناس هنا. كل شيء أحمر وأبيض وأزرق، وكأن الجميع يعلن تصميمه على مواصلة ما بدأه تشارلي ورؤيته لمستقبل أفضل».

تشيع كلمات هؤلاء المشيّعين روحاً واحدة: الحزن العميق ممزوج بالعزم على المُضي قُدماً، وكأن اغتيال كيرك لم ينهِ مسيرته، بل جعلها نداءً لأتباعه لمواصلة ما بدأه.

* ماسادا سيجل صحافية مستقلة