كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ «الجريدة» عن فشل لقاء غير معلن عُقد الأسبوع الماضي في العاصمة العُمانية مسقط بين وفدين من إيران والولايات المتحدة، في محاولة جديدة لإعادة إحياء المفاوضات المتوقفة بين الجانبين.
وقال المصدر، إن مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي للشؤون الخارجية علي باقري كني، ونائب وزير الخارجية مجيد تخت روانشي، شاركا عن الجانب الإيراني في الاجتماع، الذي انتهى دون نتائج تذكر بسبب ما وصفه بـ«إصرار الوفد الأميركي على تكرار مواقفه القديمة وتقديم شروط جديدة غير مقبولة».
ووفقًا للمصدر، تمحورت المطالب الأميركية حول 7 نقاط رئيسية، أبرزها: وقف وتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، والحد من البرنامج الصاروخي الإيراني مع تفكيك المنظومات التي يتجاوز مداها 300 كيلومتر، ووقف التعاون مع روسيا في تجاوز العقوبات الغربية ومنع تزويدها بالصواريخ والمسيرات. كما تضمنت المطالب إنهاء التعاون العسكري مع الصين، ووقف نشاط إيران في منظمات مثل «بريكس»، و«شنغهاي» التي تسعى إلى تقويض هيمنة الدولار الأميركي، بالإضافة إلى وقف التحركات الإيرانية وحلفائها ضد إسرائيل والمصالح الأميركية في المنطقة.
وأكد الوفد الأميركي أن أمام إيران خيارين: إما التخلص السلمي من برامجها النووية والصاروخية أو مواجهة تدميرها بالقوة، مشيراً إلى محاولات سابقة لتدمير المنشآت الإيرانية.
المصدر كشف أن باقري كني ردّ بلهجة حادة على الوفد الأميركي، قائلاً: «لا تخجلوا، إذا كنتم تريدون شيئاً آخر فاطلبوه، هل تريدون سبي نساءنا أيضاً؟ أم تريدون أن نرفع الراية البيضاء وننبطح أمامكم؟». وأضاف أن العقوبات والهجمات السابقة لم تحقق أهدافها، وأن محاولة فرض الشروط عبر الدبلوماسية مصيرها الفشل. وأكد أن إيران لن تسمح بفرض إملاءات، وأن أي تهديدات بتدمير منشآتها النووية أو الصاروخية غير واقعية، محذراً من أن إيران قد تلجأ لرد غير متوقع إذا شعرت بأن وجودها مهدد، بما في ذلك إطلاق صواريخها على إسرائيل والمصالح الأميركية في المنطقة.
وأشار المصدر إلى أن نائب وزير الخارجية روانشي حاول تهدئة الأجواء عبر عرض شروط إيران لأي مسار تفاوضي جديد، مؤكداً أن طهران لن تقبل أياً من الشروط الأميركية المطروحة، وأن المفاوضات يجب أن تقتصر على ضمان سلمية البرنامج النووي.
وتضمنت الشروط الإيرانية أن تبدأ المفاوضات من الصفر استناداً إلى الظروف الحالية، وأن تقدم الولايات المتحدة ضمانات بعدم مهاجمة إيران مباشرة أو عبر إسرائيل، وضمان قدرة واشنطن على ضبط إسرائيل التي «تسعى لتقويض أي مساعي للسلام»، حسب وصفه، مستشهداً بالهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر كدليل على الانفلات الإسرائيلي. كما شددت إيران على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن رفع العقوبات وضمان التزام واشنطن بتنفيذه وعدم الانسحاب منه مجدداً، مع رفض بحث أي موضوع خارج إطار البرنامج النووي.
واختتم المصدر بالتأكيد على أن الجانبين عادا إلى عاصمتيهما للتشاور والرد على الطروحات، لكن الانطباع السائد لدى الإيرانيين أن هذه المحاولة لإحياء المفاوضات كانت فاشلة منذ بدايتها.
إلى ذلك، بدأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني أمس زيارة إلى السعودية برفقة وفد يضم كني ومساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج محمد علي.
ونقلت وكالة «تسنيم» أن لاريجاني سيجري مباحثات مع كبار القادة السعوديين، بينهم وزير الدفاع خالد بن سلمان، حول ملفات متعددة وفي مقدمتها توسيع التعاون الاقتصادي إضافة إلى ملفات إقليمية أخرى.
وذكر التلفزيون الإيراني أن ثالث زيارة إقليمية للاريجاني بعد بغداد وبيروت منذ توليه منصبه الشهر الماضي، تأتي استكمالاً لزيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران في أبريل الماضي، التي التقى فيها كبار المسؤولين الإيرانيين في مقدمتهم المرشد الأعلى علي خامنئي.
وفي وقت سابق، التقى الرئيس مسعود بزشكيان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الدوحة، مؤكداً أن المملكة قادرة على لعب دور مهم في وحدة الدول الإسلامية.
وأعرب بزشكيان عن ارتياحه للعلاقات المتنامية بين إيران والسعودية ورغبته في تعميق وتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي والدولي.
من جهة أخرى، أعلن قائد شرطة هرمزكان علي جاويدان ضبط 719 طائرة مسيّرة معدة للتهريب بطرق احترافية خلال عملية تفتيش سفينة شراعية في ميناء بارسيان، مشيرا إلى توقيف المتهم الرئيسي وتسليمه للجهات القضائية.