انطلقت الجولة الأولى من دوري زين للموسم الجديد وسط حماس الجماهير وتفاؤل الأندية، لكن وللأسف... الحماس لم يصمد أكثر من ربع ساعة، قبل أن تبدأ الأنظار تترك الكرة وتُحدق في الكارثة الحقيقية: أرضيات الملاعب!

مشاهد الجولة الأولى كانت كافية لنزع أي آمال بالتطور: كرات طائشة، وتمريرات تنحرف دون تدخل، ولاعبون يتزحلقون بلا سبب، وآخرون يتفادون الجري خشية إصابة «ركبة برباط صليبي»... كل ذلك بسبب أرضيات لا تصلح إلا كمراعٍ للغنم، ومع كامل الاحترام للغنم!

Ad

هذه الأرضيات لا تليق بملاعب دوري يفترض أنه يتجه بنية «الاحتراف»، وهي لا تُستخدم فقط للمباريات بل حتى للتدريبات اليومية، أي أنها تتعرض للاستنزاف دون عناية تذكر، ونتائج هذا الإهمال نشاهدها في الأداء السيئ، والإصابات المتكررة، وتراجع المستوى العام.

وهنا نسأل: كيف يُبنى دوري تنافسي، أو يُطالب لاعب بتقديم أداء مميز، وهو يركض على سطح أشبه بحقل ألغام؟ وكيف نطالب المدرب الأجنبي بصناعة «منتخب أحلام» ونحن نُقدّم له «أرضية كوابيس»؟ ملعب «الفريج» في السبعينيات والثمانينيات كان أفضل حالاً من بعض ملاعبنا الحالية بعد ملايين الدنانير التي صُرفت وما زالت تصرف على «صيانة» يبدو أنها لا تتعدى «القص والرشّ»، ثم نسمع وعوداً موسمية بالتحسين. لكننا لا نعرف أي صيانة هذه التي تتم، ولا نرى نتائجها إلا في «البيانات الرسمية» التي لا تعكس الواقع إطلاقاً. هل هي صيانة تُجرى بـ «المشاهدة عن بُعد»؟ أم أن الشركات المتعاقدة تتبع مبدأ: «نرش شوية ماي ونقول خلصنا»؟!

الغريب أن الكويت لا تعاني نقصاً في الإمكانات ولا في الكفاءات، بل تعاني شيئاً واحداً فقط: غياب المحاسبة! كل موسم نفس المأساة، ولا أحد يتحمل المسؤولية... فقط نُحمّلها للأرضية، والضحية في النهاية؟ اللاعب، والنادي، والجمهور، وحتى سمعة الدوري الذي يفترض أنه واجهة الكرة الكويتية.

بنلتي

إذا أردنا فعلاً تطوير كرة القدم في الكويت، فلنبدأ من «تحت»، وتحت هنا تعني: تحت أقدام اللاعبين! فالعشب السيئ لا يُنبت نجوماً... بل يُنتج أعذاراً.