كشفت مؤسسة البترول الكويتية أن الشركة الكويتية لنفط الخليج، وهي تابعة لها وتعمل في المنطقة المحايدة المشتركة مع السعودية، أحرزت تقدماً في مشروع حقل الدرة للغاز بالشراكة مع شركة أرامكو واستكملت تصاميمه الهندسية الأولية.
وصرح الرئيس التنفيذي للمؤسسة الشيخ نواف السعود، على هامش ملتقى القياديين السنوي بالقطاع النفطي، بأن المؤسسة حصلت على الموافقات اللازمة من حكومة الكويت للمضي قدماً في تنفيذ المشروع، معلناً العمل على استكمال التجهيزات لمتابعة إنجازه.
وذكر السعود أن الكويت تسعى إلى تنفيذ برنامج لحفر 15 بئراً بحرية للتنقيب عن النفط في إطار جهود أوسع لزيادة الاحتياطيات والقدرة الإنتاجية.
وأوضح أن القطاع النفطي الكويتي ينفق ما يقارب ملياري دينار سنوياً على مشاريعه الاستراتيجية وزيادة الإنتاج، حيث تمول هذه المشاريع من خلال أرباح مؤسسة البترول والاقتراض من البنوك، ومصادر تمويل مختلفة ومبتكرة في الأسواق العالمية.
وخلال العرض المرئي المصاحب للملتقى، أكدت المؤسسة أنها تسعى لإحياء مشروع شاهين لتأجير وإعادة تأجير خطوط أنابيب النفط الخام لتحذو حذو دول خليجية أخرى، مثل السعودية والإمارات، في الاستفادة من رأس المال الخاص بأصول الطاقة الاستراتيجية.
وفي تفاصيل الخبر:
أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف السعود أهمية توحيد الجهود وتنمية الخبرات لدى موظفي القطاع النفطي، بهدف الارتقاء بالأداء والأعمال ودفع عجلة الاقتصاد الوطني وتحقيق التقدم المنشود.
وقال السعود، خلال افتتاح ملتقى القياديين السنوي بالقطاع النفطي، أمس، إن تطوير وصقل المهارات الفنية والإدارية لجميع العاملين في القطاع بمختلف مستوياتهم الوظيفية هو الأساس الحقيقي لتمكين المؤسسة وشركاتها التابعة من إدارة مرافقها وعملياتها بكفاءة عالية ومواكبة التطورات العالمية في صناعة النفط والغاز.
وأوضح أن التوقعات غير المستقرة والمتقلبة للأسواق العالمية قد تفرض علينا اتخاذ قرارات استراتيجية أو اقتصادية أو إدارية صعبة، لكنها ضرورية في إطار الحزم والقيادة الرامية لبناء منظومة تجارية تنافسية قادرة على تحقيق تحول فعلي يكرس مكانة مؤسسة البترول الكويتية في أسواق النفط العالمية.
وذكر أن العالم يشهد تحولات متسارعة ومتزايدة في تعقيد الأسواق وتنافسيتها «وهنا ومن خلال التوجهات الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية 2040 واستراتيجية التحول بالطاقة 2050 ستكون لدينا فرصة لإعادة صياغة دورنا الدولي وتعزيز مصادر الدخل الوطني والمحافظة على مكانة وحصة دولة الكويت في مستقبل الطاقة التقليدية والمتجددة».
وأفاد بأن العام المالي الماضي شهد تحقيق عدد من الإنجازات «التي سيتم استعراضها خلال برنامجنا اليوم (أمس)، ولعل أبرزها هي بداية عملية إعادة هيكلة القطاع النفطي، حيث شهدنا خطوات ملموسة في رحلة الدمج للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة مع شركة البترول الوطنية الكويتية، إضافة إلى تسليم مصانع تعبئة الغاز المسال إلى شركة البترول الوطنية».
وقال السعود إن عمليات إعادة الهيكلة شملت تأسيس قطاع الاستدامة لمتابعة تنفيذ استراتيجيات التحول في الطاقة والتحول الرقمي، علاوة على التوجهات الاستراتيجية للبحث والتطوير والابتكار.
ولفت إلى أنه سيتم قريباً نقل ملكية الشركة الكويتية لنفط الخليج إلى شركة نفط الكويت بما يعكس حرص مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة على تطوير أعمالها والارتقاء بكفاءتها، تماشياً مع متطلبات صناعة النفط العالمية.
وأكد أن التحول الشامل ليس هدفاً بحد ذاته، بل هو عامل تمكين أساسي لتحويل المؤسسة وشركاتها التابعة إلى كيان متكامل أقوى وأكثر قدرة على مواجهة التحديات التي تواجه الأهداف الاستراتيجية.
وأشار إلى أهمية تعزيز ثقافة الابتكار من خلال دعم الأفكار الجديدة وتبنّي الحلول الرقمية وتطوير الكفاءات عبر برامج تدريب متخصصة وتبادل الخبرات وتحفيز التعاون بين جميع الشركات والفرق لضمان تكامل الجهود وتنفيذ المبادرات الاستراتيجية القوية والمرنة، مع الحرص على تحقيق أعلى مستويات الاستقامة والتميز التشغيلي.
وأعلن السعود إطلاق جائزة «التميز» لمؤسسة البترول الكويتية التي تعد المبادرة الأولى من نوعها لتكريم الفرق المتميزة في القطاع النفطي بمختلف المجالات الفنية والإدارية، وذلك إيماناً من المؤسسة بأهمية العمل الجماعي.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي بالوكالة في شركة ناقلات النفط الكويتية، الشيخ خالد الأحمد، في كلمة مماثلة، إن الشركة تسعى باعتبارها الناقل الوطني للنفط الخام ومشتقاته إلى المضي قدماً في تقديم خدماتها بمستويات عالمية.
وأضاف الأحمد أن الشركة قامت خلال العام الماضي بنقل نحو 32 مليون طن متري من المشتقات النفطية والنفط الخام والغاز الطبيعي المسال بواسطة أسطولها.
وأوضح أن من أبرز إنجازات الشركة خلال العام الماضي تدشينها محطات للطاقة الشمسية في فرعي تعبئة الغاز المسال التابعين لها في (أم العيش) بقدرة 4.05 ميغاواط وفي الشعيبة بقدرة 2.85 ميغاواط، مبيناً أنها أول شركة في القطاع النفطي الكويتي تطلق هذا النوع من المشاريع الاستراتيجية.
وبيّن أن المشروع يشكل خطوة نوعية واستراتيجية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة من خلال تشغيل هذه المنشآت الحيوية بالكامل عبر مصادر الطاقة الشمسية، بما يسهم في تعزيز الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة.
وأكد أن المشروع يعكس التزام الشركة برؤية دولة الكويت لتحقيق الحياد الكربوني وتقليل الانبعاثات، إذ يسهم في خفض الاعتماد على الشبكة الكهربائية الوطنية وتقليل البصمة الكربونية من خلال استغلال الطاقة الشمسية بشكل فعّال.
مشروع شاهين لتأجير الأنابيب
قالت مؤسسة البترول الكويتية إنها تسعى لإحياء مشروع شاهين لتأجير وإعادة تأجير خطوط أنابيب النفط الخام، لتحذو حذو دول خليجية أخرى، مثل السعودية، والإمارات، في الاستفادة من رأس المال الخاص بأصول الطاقة الاستراتيجية.
ونقلت تقارير إعلامية الأسبوع الماضي عن مصادر مطلعة قولها إن المؤسسة تدرس تأجير جزء من شبكة خطوط الأنابيب لديها، للمساعدة في تمويل خطة استثمارية تغطي كل جوانب القطاع من التنقيب إلى البتروكيماويات.
ولم تكشف المؤسسة عن أي أرقام خلال منتدى عقد في الكويت أمس.
وتأتي هذه الخطوة على غرار صفقات أبرمتها شركة أرامكو السعودية، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وشركة بابكو نرجيز البحرينية في السنوات القليلة الماضية لتأجير وإعادة تأجير شبكات البنية التحتية لخطوط الأنابيب، وتوفر هذه الصفقات دفعات نقدية مقدما مقابل دفع رسوم على فترات.