افتتحت قاعة بوشهري للفنون، في مقرها بمنطقة السالمية، المعرض الشخصي للفنان إسلام النزهي، بعنوان «أبعاد من الطبيعة»، وسط حضور لافت جمع نُخبة من المهتمين بالشأن الفني والثقافي.

ويستمر المعرض حتى 6 أكتوبر 2025، ليُتيح للزوار فرصة الاطلاع على تجربة فنية متفردة تمزج بين الطبيعة والتجريد في أعمال النزهي.

Ad

وبهذه المناسبة، قالت مديرة ومستشارة قاعة بوشهري للفنون عبير الخطيب: «معرض الفنان إسلام النزهي مميَّز لنا بشكلٍ خاص، لأنه أول معرضٍ فردي للفنان في قاعة بوشهري للفنون. النزهي ليس غريباً عن الساحة، فقد شارك في معارض جماعية وتعاونات مختلفة، لكن اليوم نفرح ونفتخر بأن تكون أول تجربة فردية له منطلقة من الكويت، ومن قاعة بوشهري للفنون تحديداً».

وذكرت الخطيب أن المعرض يقدِّم تجربة مختلفة، تمزج بين الطبيعة والتجريد، عبر خطوط وألوان تعكس حركة الحياة وتفاصيلها. كما يضم المعرض عملاً فنياً مركَّباً حياً يجسِّد العلاقة بين التمدُّن والطبيعة، سواء في صورتها الصحراوية أو الزراعية، مبينة أن الفنان استخدم الألوان الطبيعية، ومواد مُعاد تدويرها تعكس ارتباط الإنسان بالبيئة.

وأكدت أن قاعة بوشهري للفنون مساحة مفتوحة تخدم الفن والفنانين، وتدعم حضورهم، وتُعطيهم مجالاً يعرضون أفكارهم وإبداعاتهم بحُرية، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي إتاحة فرصة للجمهور للاستمتاع بالفن، ورؤيته من زوايا جديدة ومختلفة، إضافة إلى تعزيز التواصل المباشر بين الفنان والجمهور.

من جهته، قال الفنان النزهي إنه معرضه الشخصي الأول في الكويت، لافتاً إلى أن «الفكرة الأساسية لهذا المعرض، هي محاولة العودة إلى الطبيعة من جديد، وألا ندع المدنية تطغى عليها، فمن دون الطبيعة لا يمكن أن نحيا، وإذا استسلمنا لسطوة المدنية وغابت الطبيعة، فإننا سنفقد القُدرة على الاستمرار. لذلك، سيجد المتلقي في الأعمال جوانب متعددة وأبعاداً مختلفة للطبيعة، مع تنويع في التقنيات، لكنها جميعاً تحمل رسالة واحدة، وهي عودة الطبيعة وانحسار الحضارة. سنبقى لو عُدنا إلى الطبيعة، وسنزول لو مضينا خلف المدنية».

وأوضح أن المعرض يضم 110 لوحات جديدة بمختلف الأحجام، استغرقت ما يقارب ثلاث سنوات من العمل المتواصل.

وقال النزهي إنه يعمل يومياً على «اسكتشات» ولوحات صغيرة، لافتاً إلى أن اللوحات الصغيرة تمثل انفجاراً لطاقته الفنية، لأنها محاولة لتصوير أحلام تنبثق من أعمال الطبيعة، أو فكرة خاطفة تراوده، فيُسارع إلى ترجمتها على الورق مباشرةً، وسوف يجد المتلقي أن اللوحات الصغيرة عبارة عن مجاميع، مجموعة أحلام هنا وهناك اجتمعت لتشكِّل معاً عالماً بصرياً يعبِّر عن الطبيعة.

وفيما يتعلَّق بالساحة الفنية الكويتية، ذكر أنه يتابع أعمال العديد من الفنانين الكويتيين، منهم الفنان خالد الشطي وآخرون كُثر ممن يقدمون أعمالاً جميلة وراقية تُثري المشهد الفني المحلي.

ومن مقتطفات ما كتب النزهي في الكتالوج التعريفي: «هناك أبعاد للطبيعة، كالبُعد الزمني، والبُعد الجغرافي، والبُعد البصري، والبُعد اللوني، وترجمة الفنان لتلك الأبعاد بصرياً وحسياً مع الترجمة التشكيلية تعطي المتلقي إحساساً بصرياً مخططاً له من قِبل الفنان، وتُعد الأشكال من اللبنات الأساسية التي يبني بها الفنان رؤيته البصرية، فكل شكلٍ يحمل خصائص فريدة، ويؤدي دوراً في إيصال الرسالة الفنية. من الصعب تخيُّل عملٍ فني يخلو من الأشكال، حتى وإن كان مجرَّد فقرة بصرية واحدة، فهي ستتخذ شكلاً ما داخل العمل».