استبق الجيش الروسي أمس، تدريبات حلف شمال الأطلسي «الناتو» على حراسة جناحه الشرقي من اختراقاته الجوية، واستعرض قوته العسكرية بإطلاق صاروخ كروز فرط صوتي من طراز «تسيركون» على هدف في بحر بارنتس، في إطار مناورات «زاباد» الاستراتيجية المشتركة مع بيلاروس.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن فرقاطة «الأميرال جولوفكو» التابعة للأسطول الشمالي نفذت عملية إطلاق صاروخ «تسيركون» الذي تفوق سرعته الصوت بتسعة أضعاف، مؤكدة أن الهدف «دُمّر بإصابة مباشرة».
وشاركت في المناورات طائرات مضادة للغواصات بعيدة المدى وأطقم من مقاتلات «سو-34» التي تدربت على قصف أهداف أرضية.
وتأتي هذه التدريبات التي انطلقت في 12 سبتمبر بهدف «تحسين القيادة والتنسيق الدفاعي» بحسب موسكو، في وقت يشدد فيه الناتو على أنه يراقب الوضع بعد اختراق طائرات مسيّرة روسية المجال الجوي لبولندا الأسبوع الماضي.
في كييف، اتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي روسيا بمحاولة «توسيع الحرب» بعد إعلان حالة التأهب الجوي في بولندا ورومانيا، إثر رصد مسيّرات روسية في أجواء البلدين.
وقال إن تحركات الجيش الروسي «لم تكن عشوائية بل مقصودة»، داعياً الغرب إلى إجراءات احترازية عاجلة وفرض مزيد من العقوبات التجارية.
وفي بوخارست، دانت وزارة الدفاع الرومانية «بشدة» اختراق مسيّرة روسية لمجالها الجوي خلال هجوم على أوكرانيا، معتبرة أن ما جرى «تحدٍ جديد لأمن البحر الأسود».
وأوضحت أن مقاتلات «إف-16» رُصدت لتعقب الطائرة حتى اختفت قرب قرية تشيليا فيتشي، مؤكدة أنها لم تشكل تهديداً مباشراً للسكان، فيما بدأت فرق البحث بالتحري عن حطام محتمل.
رومانيا، العضو في الناتو، شددت على أن الحادث يعكس «عدم احترام موسكو للقانون الدولي».
بالتوازي، شنت أوكرانيا هجوماً كبيراً بأكثر من 361 طائرة مسيرة استهدفت منشآت في روسيا، ما أدى إلى اندلاع حريق صغير في مصفاة «كيريشي» النفطية في منطقة لينينغراد.
وأعلنت الاستخبارات الأوكرانية مسؤوليتها عن عمليتي تخريب استهدفتا شبكة السكك الحديد الروسية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأدت إحداهما إلى مقتل ثلاثة جنود من الحرس الوطني.
الهجوم الأول وقع في منطقة أوريول وأسفر عن مقتل شخصين، بينما أدى الثاني في لينينغراد إلى خروج قطار بضائع عن مساره من دون إصابات. وأكدت كييف أن هذه العمليات تهدف إلى تعطيل الإمدادات الروسية من الجنود والوقود إلى الجبهة.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها الجوية أسقطت أيضاً أربع قنابل جوية موجهة وصاروخ «هيمارس» أميركي الصنع خلال الهجمات.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها واصلت تقدمها على جميع المحاور محققة «إنجازات استراتيجية»، مؤكدة تكبيد الجيش الأوكراني خسائر بشرية تجاوزت 1330 جندياً خلال 24 ساعة.
في غضون ذلك، قالت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك إن قوات حفظ السلام الدولية يمكن أن يكون لها دور في «تأمين أي معاهدة سلام محتملة» بين موسكو وكييف، مؤكدة أن المجتمع الدولي «بحاجة إلى ضمانات قوية لوقف الحرب». لكنها شددت على أن ذلك يتطلب أولاً استعداد روسيا للدخول في مفاوضات.