أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص، اليوم، أن المنظمة ملتزمة بتأمين سوق نفطي متوازن ومستقر لمصلحة المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

وقال الغيص، في تصريح لـ «كونا» بمناسبة الذكرى الـ 65 لتأسيس المنظمة التي حلت اليوم، إنها أبدت على الدوام عزما وإصرارا على مواجهة التحديات، لافتا إلى أنها تعد مركز ثقل في سوق النفط العالمي، إذ شكلت عامل توازن بين العرض والطلب، ودافعت عن حقوق الدول المنتجة للبترول وعن الصناعة النفطية.

Ad

وأوضح أن «أوبك» التزمت، على مدى 65 عاما من وجودها، بالتعاون والحوار بين جميع أصحاب المصلحة لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمي، ومعالجة التحديات من خلال نهج شامل وواقعي وضمان استمرار النفط في دعم تنمية الدول وازدهار البشرية.

وتابع أنه من أبرز جهود المنظمة لمواجهة ومعالجة تلك التحديات التوقيع على إعلان التعاون بين «أوبك» والدول غير الأعضاء فيها عام 2016 المعروف باسم تحالف «أوبك بلس».

وتقدم بالتهنئة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، مستذكرا الدور الريادي الذي قامت به الكويت في كل المحطات التي مرت بها المنظمة بدءا منذ تأسيسها وإلى اليوم.

دور تاريخي

وأشاد بالدور التاريخي المهم والقيادي لدولة الكويت في المنظمة وإسهاماتها وحرصها على إنجاح أعمالها على مدى الـ 65 عاما الماضية، من خلال عمل ممثليها الذين تعاقبوا على المنظمة من عاملين وموظفين ومحافظين وممثلين وطنيين ووزراء، مؤكدا أن الحضور الكويتي المتميز في «أوبك» يدل على رؤية الكويت الاستشرافية الصائبة، وإدراكها للأهمية القصوى لصناعة الطاقة في الاقتصاد العالمي.

وأعرب عن شكره وتقديره لجميع الدول الأعضاء قادة ورؤساء حكومات ووزراء، على دعمهم للمنظمة وأنشطتها على مختلف الصعد.

واختتم الغيص تصريحه قائلا إن «أوبك» أدت على امتداد تاريخها أدوارا متقدمة في مناصرة القضايا الإنسانية العادلة من خلال دعم التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، وحماية البيئة، وتأمين الطاقة للجميع.

من جانبه، أكد وزير النفط طارق الرومي أن تأسيس «أوبك» شكل نقطة تحول تاريخية في صناعة الطاقة العالمية، لافتا إلى أن الكويت لعبت، منذ البداية، دورا محوريا في دعم سياسات المنظمة وتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

وقال الوزير الرومي في تصريح لـ «كونا» بمناسبة الذكرى الـ 65 لتأسيس «أوبك»، إنها انطلقت في «الاجتماع التاريخي» الذي عُقد في بغداد بتاريخ 14 سبتمبر 1960 بمشاركة خمس دول مؤسِسة هي الكويت والسعودية والعراق وإيران وفنزويلا.

وأوضح الرومي أن تأسيس المنظمة شكل بداية مرحلة جديدة للدول المنتجة أكدت خلالها سيادتها على مواردها الطبيعية، واستفادة شعوبها من رؤية جماعية لتعزيز التنمية الوطنية والاقتصادية.

وذكر أن الكويت لم تكن مجرد عضو مؤسس، بل كانت شريكا فعالا في وضع أسس التعاون بين الدول المنتجة وترسيخ مبدأ السيادة الوطنية على الموارد الطبيعية، بما يخدم التنمية المستدامة لشعوبها.

تحقيق التوازن

وأفاد بأن «أوبك» ساهمت على مدار عقود في دعم الصناعات البترولية المحلية للدول الأعضاء، وضمان استقرارالسوق النفطي، والمشاركة في الحوارات الدولية لتعزيز أمن الطاقة العالمي، لافتا إلى أن المنظمة تواصل اليوم بفضل سياساتها المستنيرة دعم الاقتصاد العالمي وتحقيق التوازن بين مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.

وأشار إلى أن إنشاء صندوق «أوبك» للتنمية الدولية عام 1976 مثّل خطوة مهمة لتوسيع نطاق أثر المنظمة، إذ أسهم في دعم خطط طموحة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في العديد من الدول، مؤكدا أن الكويت استثمرت هذا التعاون لتعزيز المشروعات الوطنية والمبادرات التنموية، بما يعكس دورها القيادي في رسم مسارات التنمية المستدامة داخل المنظمة وخارجها.

وبيّن أن المنظمة أدت دورا رئيسيا في المشاركة والتنسيق في المفاوضات الدولية الخاصة في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ونجحت في خلق أجواء مواتية من خلال توقعاتها طويلة المدى واستراتيجيتها في تشجيع تبني منهج شامل يقوم على الاستثمار في الطاقة بأنواعها والتقنيات الحديثة، مع مراعاة التوازن والتدرج وتحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.

وتابع أن تاريخ المنظمة شهد مواجهة العديد من التحديات والتقلبات الجيوسياسية، ولكنها أثبتت عبر استراتيجياتها المدروسة قدرتها على الحفاظ على أمن الإمدادات، واستقرار السوق العالمي مع تشجيع الاستثمار في الطاقة بأنواعها كافة، وتبني التقنيات الحديثة مع مراعاة التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

محطة محورية

وأوضح أن تشكيل تحالف «أوبك بلس» في نهاية 2016 كان محطة محورية، إذ ساهم في تحقيق استقرارالإمدادات النفطية خلال جائحة كورونا (كوفيد - 19) وساهمت الكويت بشكل مباشر في دعم سياسات التنسيق الجماعي، ما أدى إلى تسجيل أكبر وأطول تعديلات طوعية للإنتاج في تاريخ السوق النفطي، وأشاد المجتمع الدولي بهذه الجهود التي عززت الثقة العالمية في سياسات المنظمة.

وأكد أن الكويت ستواصل دعم دور المنظمة الاستراتيجي في نظام الطاقة العالمي، مشيرا إلى أن المنظمة ستظل ركيزة أساسية لضمان التوازن بين الطلب المتنامي على الطاقة والاستدامة البيئية والرفاه الاجتماعي والاقتصادي، بما يعكس مسؤولية الدول المنتجة تجاه شعوبها والعالم أجمع.

وأضاف الرومي «نحتفل اليوم بالذكرى الـ 65 لتأسيس (أوبك) ونحن واثقون بأن الكويت بدورها القيادي والمستمر ستظل تحت قيادة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، شريكا فاعلا في تعزيز التعاون بين الدول المنتجة وتقديم نموذج يحتذى في التزام السياسات النفطية المسؤولة بما يضمن استقرار السوق واستدامة الطاقة للأجيال القادمة».