روى البخاري أن أم هانئ بنت أبي طالب أجارت ابن هبيرة وكان مشركاً أثناء فتح مكة، وكان أحد قادة المسلمين يتتبعه ليقتله، فأتت إلى النبي وأخبرته، فقال لها: «قد أجرنا من أجرتِ يا أم هانئ»، أي أن النبي أدخل من قامت بحمايته أم هانئ في حمى النبي وحمى سائر المسلمين، ولم يستطع أحد المساس به.
وعلى ذلك، فإن أفضل رد تخرج به القمة العربية - الإسلامية في قطر، إضافة إلى إلغاء التطبيع، هو إعلان «قد أجرنا مَن أجرتِ يا قطر»، أي نحن- الأمتين العربية والإسلامية- سنحمي من أجرتِ يا قطر، وسنقوم بفتح مكاتب للمقاومة الفلسطينية في جميع الدول العربية والإسلامية، وسيكون أي اعتداء على أي مكتب منها اعتداءً على جميع الدول العربية والإسلامية، وأن قطر ليست وحدها في مواجهة الصهاينة الذين اعتدوا على سيادتها وعلى مَن أجارته، ومن خلال هذه المكاتب يتم التنسيق مع «حماس» و«الجهاد» وسائر القوى الفلسطينية في خطة موحدة لمواجهة ورد الاعتداء والإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة على العرب والمسلمين بقوة عربية وإسلامية موحدة، كما قال الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت آحاداً
فهل بعد هذا الإعلان يمكن أن تُقدم إسرائيل على الهجوم على أي مكتب في أي دولة عربية؟ وهل تجرؤ على التحرش بالجيش المصري بالذات؟
أما إذا خرجت القمة العربية الإسلامية بمجرد بيانات الشجب والاستنكار فمعناه «أننا لا طبنا ولا غدا الشر» كما يقول المثل الشعبي، وأن الصهاينة سيستبيحون جميع العواصم العربية دون أي قلق من أي مؤتمرات قادمة.
ومن أفضل الردود الفعالة التي يمكن أن تقررها القمة أيضاً، انتصاراً لقطر ولفلسطين، هي أن تقوم بإنشاء لوبي عربي إسلامي داخل أميركا وأوروبا يتصدى لسيطرة وضغوط اللوبي الصهيوني وجمعية إيباك اليهودية التي يخشاها كل الساسة الأميركيين، خصوصاً أن الدول التي ستجتمع في قطر تملك رصيداً مالياً ومكامن لقوى استراتيجية هائلة، وأن الشعوب الغربية الآن أكثر تقبلاً لرسالة العدل وحقوق الإنسان الفلسطيني من أي وقت مضى بعد التضحيات الهائلة التي قدمها أهل غزة.
فهل سيعلنها المجتمعون غداً الاثنين: قد أجرنا مَن أجرتِ يا قطر؟