صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة بأغلبية ساحقة على إعلان يحدد «خطوات ملموسة ومحددة زمنيا ولا رجعة فيها» نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك قبيل اجتماع لقادة العالم.
والإعلان، المكون من سبع صفحات، هو ثمرة مؤتمر دولي انعقد في الأمم المتحدة في يوليو الماضي استضافته السعودية وفرنسا عن الصراع المستمر منذ عقود. وقاطعت الولايات المتحدة وإسرائيل هذا المؤتمر.
وحصل قرار يؤيد الإعلان على 142 صوتا مؤيدا و10 أصوات معارضة، بينما امتنعت 12 دولة عن التصويت.
رحبت المملكة العربية السعودية اليوم الجمعة باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان نيويورك ومرفقاته الصادر عن المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين الذي عقد برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا.
وذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن هذا القرار والتصويت عليه بأغلبية كبرى من قبل 142 دولة يؤكد الإجماع الدولي على الرغبة في المضي قدما نحو مستقبل يعمه السلام ويحصل فيه الشعب الفلسطيني على حقه المشروع بإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ورحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة «إعلان نيويورك» الذي يهدف إلى إعطاء دفع جديد لحل الدولتين في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، واعتبره خطوة في «طريق لا رجعة فيه نحو السلام».
وقال ماكرون على منصة إكس «بقيادة فرنسا والمملكة العربية السعودية، اعتمد 142 بلدا إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين».
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة النص قبل عشرة أيام من القمة التي سترأسها باريس والرياض يوم 22 سبتمبر في الأمم المتحدة حيث تعهد إيمانويل ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين.
ورحبت جمهورية مصر العربية باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة القرارا، مؤكدة في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن حصول القرار على تأييد 421 دولة هو دليل دامغ على التأييد الدولي واسع النطاق للحقوق الفلسطينية المشروعة وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وطالبت مصر كافة الدول المؤيدة للقرار بتضافر الجهود للعمل على تنفيذ مخرجات المؤتمر، بما يكفل استعادة عملية السلام في الشرق الأوسط ووضع حد للسياسات العدوانية الإسرائيلية.
وشددت على أن تلك الغاية لن تتحقق سوى من خلال بذل جهود مكثفة للتوصل لوقف الإطلاق النار في قطاع غزة، ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية السافرة واستخدامها التجويع والحصار كسلاح من أجل إجبار الشعب الفلسطيني على التهجير وترك أرضه وهو ما ترفضه مصر تحت أي مسمى أو ذريعة.
من جهته، رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اليوم الجمعة باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار.
وأعرب البديوي في بيان صحفي عن بالغ الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية على جهودهما الدؤوبة في العمل على هذا القرار مثمنا كذلك الدور البارز للجان العاملة والأطراف الدولية التي ساهمت في إعداد هذا الإعلان المهم.
وأضاف أن اعتماد هذا الإعلان سيشكل خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم ويمثل بارقة أمل نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق حقوقه المشروعة.
وأكد البديوي على الموقف الثابت لدول مجلس التعاون في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.