شهدت الساعات القليلة الماضية سلسلة تحركات واتصالات وزيارات، لبحث تنسيق وتوحيد المواقف الخليجية والعربية والإسلامية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغادر على قطر، وسط تحضيرات لعقد قمة خليجية ـ عربية ـ إسلامية في الدوحة، رفضاً للسلوك الإسرائيلي المتهور الذي انتهك كل القوانين والمبادئ والأعراف الدولية.

وفي إطار المشاورات، تلقى سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أمس، اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جرى خلاله استعراض العلاقات الأخوية الوطيدة والمتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، فضلاً عن بحثهما مستجدات الأوضاع المتسارعة في المنطقة، وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

Ad

في موازاة ذلك، التقى ممثل صاحب السمو، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد أمس، بأخيه أمير قطر في قصر لوسيل العامر بالدوحة، حيث نقل إليه تعازي ومواساة صاحب السمو وصادق مواساته لسموه وللشعب القطري الشقيق، باستشهاد أحد منتسبي قوة الأمن الداخلي جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي تعرضت له الدوحة، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل.

وأكد سمو ولي العهد، خلال الزيارة، موقف دولة الكويت الثابت والراسخ في إدانة واستنكار هذه الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة، مشدداً على أنها تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، وتشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة واستقرارها.

ودعا سموه مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياتهما في صون الأمن والسلم الدوليين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، مجدداً التأكيد على دعم الكويت الكامل وتضامنها مع دولة قطر الشقيقة في جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها وصون سلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

وجاءت زيارة ممثل الأمير للدوحة بعد زيارتين مماثلتين للرئيس الإماراتي محمد بن زايد والعاهل الأردني عبدالله الثاني، بينما ذكرت وسائل إعلام سعودية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيزور قطر اليوم.

وجدد بن زايد، الذي يخطط لزيارة سلطنة عمان اليوم، خلال اجتماع مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد تضامن الإمارات الكامل مع الدوحة، ودعمها لها في جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سيادتها.

وشدد على أن الاعتداء الإسرائيلي «يقوض أمن المنطقة واستقرارها وفرص السلام فيها»، مشيداً بجهود الشيخ تميم ومساعيه من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

من ناحيته، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في كلمته خلال افتتاح مجلس الشورى بالنيابة عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن العدوان الإسرائيلي يتطلب تحركاً دولياً، مجدداً وقوف المملكة «بلا حدود» مع قطر فيما تتخذه من إجراءات ضد العدوان.

وفي وقت أرجأ مجلس الأمن الدولي جلسته الطارئة لبحث الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على الدوحة إلى اليوم، وجهت السلطات القطرية رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشأن العدوان، أكدت فيها ‏أنها «لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور، والعبث المستمر بأمن الإقليم وأي عمل يستهدف أمنها وسيادتها».

من جهته، عرض رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن على حكومته نتائج الاتصالات التي تجريها الدوحة مع عدد من العواصم لعقد قمة عربية ـ إسلامية في قطر، بهدف اتخاذ موقف موحد من العدوان الإسرائيلي على بلده.

وقبل ذلك بساعات، دان بن عبدالرحمن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قادة الصف الأول في حركة حماس الفلسطينية، واصفاً إسرائيل بـ «الدولة المارقة».

وأكد بن عبدالرحمن، الذي كان يقود جهود الوساطة بين الحركة الفلسطينية والدولة العبرية بشأن إبرام صفقة لإطلاق المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء حرب غزة، أن بلاده «تحتفظ بحق الرد»، متسائلاً باستنكار عن سعي رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى تغيير الخليج بعد قوله إنه يعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط!

ورأى المسؤول القطري أن نتنياهو يجلب عدم الاستقرار إلى المنطقة لأهداف سياسية شخصية عبر اعتماده لأسلوب «إرهاب دولة» باستهداف فريق التفاوض الفلسطيني.

وبعد تقرير عن إبلاغ الولايات المتحدة لقطر بتوقيت الهجوم، نفى رئيس الوزراء القطري أن تكون بلاده قد أخبرت مسبقاً من واشنطن بالهجوم، مضيفاً أن مسؤولاً أميركياً أبلغ الدوحة بالقصف بعد مرور عشر دقائق على وقوعه.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجه انتقاداً نادراً لنتنياهو جراء الهجوم، لكنه حرص على صياغة حذرة من أجل تجنب إحداث صدع علني في العلاقات معه.

وقال ترامب إن «نتنياهو، لا أنا، هو من اتخذ قرار قصف قطر»، مؤكداً أنه غير سعيد بهذا الهجوم الأحادي الجانب.

وكتب الرئيس الأميركي على موقع «تروث سوشيال»: «القصف الأحادي داخل قطر، وهي دولة ذات سيادة وحليفة وثيقة للولايات المتحدة وتعمل جاهدة على المخاطرة بشجاعة معنا للتوسط من أجل السلام، لا يخدم أهداف إسرائيل وأميركا»، مستدركاً: «ومع ذلك، فإن القضاء على حماس، التي استفادت من بؤس سكان غزة، يستحق أن يكون هدفاً».

وفي وقت سابق، أوضح ترامب أنه تحدث مع أمير قطر ورئيس وزرائها وشكرهما على دعمهما وصداقتهما لواشنطن، وقال إنه أكد لهما أن «مثل هذا الأمر لن يتكرر على أرضهما».

ولفت إلى أنه وجه وزير الخارجية ماركو روبيو لإتمام اتفاقية التعاون الدفاعي مع الدوحة التي تضم أكبر قاعدة عسكرية لواشطن خارج الولايات المتحدة.

ورغم تعهد ترامب بعدم تكرار الأمر مرة أخرى، صرح السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، بأنه إذا كانت إسرائيل قد أخطأت أي أهداف خلال هجوم الدوحة، فستصيبها في المرة المقبلة.

وفي تفاصيل الخبر:

شهد يوم أمس سلسلة تحركات واتصالات وزيارات خليجية وعربية، للبحث في كيفية مواجهة العدوان الإسرائيلي الغادر على قطر، وسط تحضيرات لعقد قمّة خليجية ـ عربية ـ إسلامية في الدوحة، رفضاً للسلوك الإسرائيلي المتهور الذي انتهك كل القوانين والمبادئ والأعراف الدولية.

وأجرى ممثل سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، ولي العهد الشيخ صباح الخالد، زيارة الى الدوحة، التي زارها في وقت سابق الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، فيما ذكرت وسائل إعلام سعودية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيزور العاصمة القطرية في الساعات المقبلة.

وجدد بن زايد، الذي يخطط لزيارة سلطنة عمان اليوم - خلال اجتماع مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد - تضامن الإمارات الكامل مع الدوحة، ودعمها جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها.

وناقش الزعيمان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، إضافة إلى تطورات الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي القطرية.

وشدّد الرئيس الإماراتي، الذي حضر بصحبة وفد رفيع المستوى، على أن الاعتداء يمثّل انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر وللقوانين والأعراف الدولية، ويقوّض أمن المنطقة واستقرارها وفرص السلام فيها.

كما أشاد بجهود الشيخ تميم ومساعيه من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

وقبل قيامه بزيارة تضامن إلى الدوحة اليوم، رأى بن سلمان أن العدوان الإسرائيلي يتطلب تحرُّكاً دولياً، مشدداً على رفض المملكة للعدوان، وعلى أنها ستكون، بلاد حدود، مع قطر في كل الإجراءات التي تتخذها.

وأشار بن سلمان إلى أن المبادرة العربية للسلام مسار غير مسبوق لإنشاء الدولة الفلسطينية، لافتاً إلى جهود المملكة بمؤتمر نيويورك المرتقب لتنفيذ حل الدولتين.

وأكد أن «أرض غزة فلسطينية، وحق أهلها ثابت لا ينتزعه عدوان».

في موازاة ذلك، أجرى ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، زيارة إلى قطر بهدف التنسيق معها بشأن التطورات الإقليمية، فيما توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالاعتداء، إذ أعربت الصين وروسيا عن إدانتهما للهجوم، في وقت اكتفت ألمانيا برفضه.

اجتماع ورَدّ

وفي وقت أرجأ مجلس الأمن الدولي إلى اليوم الخميس عقد جلسة طارئة لبحث الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على الدوحة، وجّهت السلطات القطرية رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لشهر سبتمبر الجاري سانغجين كيم، بشأن العدوان الإسرائيلي الغادر أمس.

وطالبت قطر بتعميم الرسالة على أعضاء مجلس الأمن وإصدارها كوثيقة رسمية من وثائق المجلس، معربة عن إدانتها بأشد العبارات «لهذا الاعتداء الإجرامي، الذي يشكّل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، وتهديداً خطيراً لأمن وسلامة القطريين والمقيمين على أرضها».

وأشارت إلى أنها «لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور والعبث المستمر بأمن الإقليم، وأي عمل يستهدف أمنها وسيادتها، وأن التحقيقات جارية على أعلى مستوى، وسيُعلَن المزيد من التفاصيل فور توافرها».

وأمس، عرض رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبدالرحمن، نتائج الاتصالات التي تجريها الدوحة مع عدد من العواصم لعقد قمّة عربية - إسلامية في قطر، بهدف اتخاذ موقف موحد من العدوان الإسرائيلي على بلده.

وقبل ذلك بساعات، ظهر بن عبدالرحمن غاضباً ومتجهماً، ودان العملية الإسرائيلية التي استهدفت قادة الصف الأول بـ «حماس»، وأسفرت عن مقتل 5 من عناصرها بينهم همام خليل الحية، نجل رئيس المكتب السياسي، وأحد عناصر الأمن القطريين، علاوة على إصابة عدد من المدنيين، واصفاً إسرائيل بـ «الدولة المارقة».

وأكد بن عبدالرحمن، الذي كان يقود جهود الوساطة بين الحركة الفلسطينية والدولة العبرية بشأن إبرام صفقة لإطلاق المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء حرب غزة، أن بلده «تحتفظ بحقّ الرد»، متسائلاً باستنكار عن سعي رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لتغيير الخليج، بعد قوله إنه يعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط.

ورأى المسؤول القطري أن نتنياهو يجلب عدم الاستقرار إلى المنطقة لأهداف سياسية شخصية، عبر اعتماده أسلوب «إرهاب دولة» باستهداف فريق التفاوض الفلسطيني.

وبعد تقرير عن إبلاغ الولايات المتحدة لقطر عن توقيت الهجوم، نفى رئيس الوزراء القطري أن تكون بلده قد أُخبرت مسبقاً من قبل واشنطن بالهجوم، مضيفاً أن مسؤولاً أميركياً أبلغها بالقصف بعد مرور 10 دقائق على وقوعه.

استياء وحذَر

في غضون ذلك، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاداً نادراً لنتنياهو جراء الهجوم، لكنّه حرص على صياغة حذرة من أجل تجنّب إحداث صدع علني في العلاقات معه.

وقال ترامب إن «نتنياهو اتخذ قرار قصف قطر وليس هو»، مؤكدا أنه غير سعيد بالهجوم الأحادي الجانب.

وكتب الرئيس الأميركي على موقع «تروث سوشيال» يقول: «القصف الأحادي داخل قطر، وهي دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة، وتعمل جاهدة على المخاطرة بشجاعة معنا للتوسط من أجل السلام، لا يخدم أهداف إسرائيل وأميركا».

وتابع: «مع ذلك، فإن القضاء على حماس، التي استفادت من بؤس سكان غزة، يستحق أن يكون هدفاً».

وفي تصريحات منفصلة، جدد ترامب حديثه عن استيائه الشديد إزاء موقع الغارة، مضيفاً «إنه ليس وضعاً جيداً، ولكنني سأقول هذا: نريد استعادة الرهائن، ولكننا لسنا سعداء بالطريقة التي سارت بها الأمور».

واختتم الرئيس الأميركي تصريحاته بالإشارة إلى أن نتنياهو أخبره بأن الهجوم المؤسف يمكن أن يكون بوابة للسلام ولإنهاء حرب غزة.

وفي وقت سابق، أوضح ترامب أنه تحدّث مع أمير قطر ورئيس وزرائها وشكرهما على دعمهما وصداقتهما لبلده، وقال إنه أكد لهما أن مثل هذا الأمر لن يتكرر على أرضهما.

غضب وعناد

وذكر موقع أكسيوس أن هجوم الدوحة صدم البيت الأبيض، وأثار غضب بعض كبار مستشاري الرئيس الأميركي، لأنه جاء بينما كانت الولايات المتحدة تنتظر رد «حماس» على اقتراح جديد قدّمه ترامب.

ورداً على الانتقادات، قال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، إن الدولة العبرية لا تتصرف دائماً وفق ما يخدم مصالح حليفتها الولايات المتحدة.

وشدد على أن «الهجوم لم يستهدف قطر، بل كان هجوماً على حماس، نحن لسنا ضد قطر ولا ضد أي دولة عربية، نحن ضد منظمة إرهابية».

وأمس، أبلغت تل أبيب واشنطن بأن الهجوم «لم يلبّ التطلعات، وأن حظوظ نجاحه قليلة جداً».

ورغم تعهّد ترامب بعدم تكرار الأمر مرة أخرى، فقد صرح السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، بأنه إذا كانت إسرائيل قد أخطأت أي أهداف خلال هجوم الدوحة، فستصيبها في المرّة المقبلة.

وخرج وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، مكرراً وعيده لكل من شارك في هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي شنّته «حماس». وأكد كاتس مواصلة إسرائيل إصرارها على لغة العربدة والإجرام، مهدداً بـ «مواصلة العمل ضد حماس في كل أرجاء العالم عبر يد إسرائيل الطويلة».

وذهب كاتس في تهديده أبعد من ذلك، مشيراً إلى أنه في حال عدم موافقة قادة «حماس» على شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وفي مقدمتها إطلاق سراح كل الجنود الإسرائيليين الأسرى، ونزع سلاح الحركة، «فإنهم سيُدمّرون، ومدينة غزة ستُحال خراباً».