أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن إيران لن تسمح «في الوقت الراهن» للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقيام بعمليات تفتيش، رغم توصل الطرفين برعاية مصرية الى اتفاق على استئناف التعاون.
وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني: «بناء على هذا الاتفاق، لا يُسمح في الوقت الراهن بوصول مفتشي الوكالة»، مضيفاً أن «هذا الاتفاق بحد ذاته لا يتيح الوصول. بناء على التقارير التي ستقدّمها إيران لاحقا، يتعيّن التفاوض على طبيعة الوصول في الوقت المناسب».
وفي وقت سابق قال المدير العام للوكالة رافايل غروسي أن إطار التعاون الجديد مع طهران يشمل «كل المنشآت والبنى التحتية في إيران».
وأفاد غروسي مجلس محافظي الوكالة بأن الاتفاق ينص أيضا على «الإبلاغ المطلوب عن جميع المنشآت التي تعرّضت للهجوم، بما في ذلك المواد النووية الموجودة فيها».
وكانت مصر أعلنت أمس التوصل إلى اتفاق بين إيران والوكالة الذرية لاستئناف التعاون بشأن الملف النووي الإيراني.
وأشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالاتفاق باعتباره «خطوة إيجابية نحو خفض التصعيد، من شأنها إقناع الأطراف المعنية بالتراجع عن أي خطوات تصعيدية، وإفساح المجال أمام الدبلوماسية والحوار، تمهيداً للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى تسوية سلمية للبرنامج النووي الإيراني».
وشدد على «ضرورة تنفيذ الاتفاق واستئناف التعاون بين إيران والوكالة، وإجراء كل الاتصالات اللازمة مع كل الأطراف المعنية لاستئناف مسار المفاوضات».
وكانت إيران أعلنت في مطلع يوليو الماضي تعليق تعاونها مع الوكالة، بعد مصادقة الرئيس مسعود بزشكيان على قانون أقره البرلمان رداً على الضربات الأميركية والإسرائيلية، التي استهدفت منشآت نووية وعلماء إيرانيين خلال حرب الـ 12 يوماً في يونيو الماضي.
وعلق دبلوماسي فرنسي على اتفاق القاهرة مؤكداً أنه على إيران السماح بوصول المفتشين للمنشآت النووية بأقرب وقت. وكانت دول الترويكا الأوروبية، التي تضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا، فعّلت في أواخر أغسطس الماضي آلية الزناد (سناب باك) المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015 والتي تسمح بإعادة العقوبات الأممية على طهران.
نظرياً، ستعود هذه العقوبات بشكل تلقائي على ايران مع انتهاء مهلة تبلغ 30 يوماً من يوم تفعيل الية الزناد، وهو امر ترفضه الصين وروسيا وايران. وقالت الترويكا الأوروبية انها مستعدة لتعطيل الآلية قبل انتهاء المدة في حال قامت ايران بخطوات إيجابية.
ورحبت دول عدة بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في القاهرة ومن بينها الصين والسعودية، لكن لم يتضح ما اذا كانت الخطوة كافية لإقناع الأوروبيين بالتخلي عن «آلية الزناد».