تتواصل أجواء البهجة والإبداع في فعاليات المهرجان العربي لمسرح الطفل في دورته الثامنة، حيث يشهد الجمهور مجموعة متنوعة من العروض المسرحية الموجهة للأطفال، تجمع بين المتعة والفائدة.

ويشارك في هذه الدورة عدد من الفرق المسرحية من داخل الوطن العربي وخارجه، مقدمة أعمالاً مسرحية تستند إلى نصوصٍ تربوية وفنية هادفة. ومن هذا المنطلق، قدَّمت فرقة مسرح خورفكان للفنون من الإمارات، مسرحية الطفل والعائلة «سيرك الغابة» بمسرح الدسمة، العرض الذي نسجت أحداثه سارة بنت محمد القاسمي، وأخرجه عبدالله الحريبي، والإشراف العام عادل الجوهري.

Ad

نُخبة من أبرز النجوم

على هامش العرض، أعرب المخرج الحريبي عن سعادته بالمشاركة، قائلاً: «نتمنى أن نقدم عملاً إماراتياً خليجياً عربياً ممتازاً في هذا المهرجان، وأن يترك بصمةً إيجابية لدى الجمهور»، مشيراً إلى أن مسرحية «سيرك الغابة» تمثل الإمارات في هذا المحفل المسرحي المهم، ويشارك فيها نُخبة من أبرز نجوم مسرح الطفل الإماراتي.

وذكر أن هذه المشاركة ليست الأولى، إذ سبق للفرقة أن شاركت عام 2012 في المهرجان ذاته بعرض مسرحية «مريوم والسنافر»، التي حصدت المركز الأول، مؤكداً أن عودتهم للمرة الثانية تحمل في طياتها شغفاً جديداً وتجربة مسرحية مختلفة.

ووجَّه الحريبي الشكر إلى الكويت، قائلاً: «نبارك للكويت مكانتها كعاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025، فهي دولة ثقافة وإعلام وفن وتعليم منذ القِدم، ونثمِّن استضافتها الكريمة وحُسن الترحيب الذي لقيناه منذ وصولنا».

من جانبها، أعربت مؤلفة النص، القاسمي، عن سعادتها بهذه المشاركة، مؤكدة أنها المرة الأولى التي تشارك فيها في هذا المهرجان كمؤلفة نص مسرحي.

وأشارت إلى أن رصيدها من الأعمال يتضمَّن عدة نصوص، أولها مسرحية «بحيرة السلام»، التي نالت جائزة أفضل عرض في الدورة السادسة عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل عام 2022، ثم نص «جزيرة القمر في العام الماضي»، لافتة إلى أن النص الذي يُعرض في الكويت حالياً هو عملها الثالث.

وكشفت أنها بصدد التحضير لعملٍ مسرحي جديد سيُقدَّم خلال العام المقبل. وأكدت أنها سعيدة بما يقدمه المهرجان من عروضٍ متميزة ومتنوعة، وقد أتاح لهم ذلك التعرُّف على تجارب مختلفة في مسرح الطفل، منها مسرح الدمى، إلى جانب مشاركات أخرى اتسمت بالتميز والإبداع.

أحداث المسرحية

تدور أحداث المسرحية حول مجموعة من دببة الباندا النادرة التي تعيش بسلامٍ في غابتها، لكن هناك مجموعة من الصيادين الأشرار الذين يحاولون اصطيادها، لضمِّها إلى السيرك، لغرض جذب الجمهور، لكن سُرعان ما تتعاون الحيوانات وتتخلَّص من الصيادين الأشرار، وتعود الغابة كما كانت، ويعمها الأمن والسلام.

حملت المسرحية للجمهور العديد من الرسائل المهمة، أبرزها التعامل برفق مع المخلوقات الأخرى، وعدم مخالفة نُظم وقوانين الغابة، لأن ذلك يعرِّض الجميع للخطر، وفقاً لما تقوله «ماما باندا» لأولادها، الذين يُحبون الحياة واللهو والمرح، لكن كان لـ «باندا بوبا» رأي آخر عندما اصطحبت إخوتها إلى أرض الشمال، حيث معقل الأشباح والأشرار.

وقد اعتمدت المسرحية على الاستعراض والغناء من باب الترفيه، وبدا ذلك جلياً مع تفاعل الحاضرين، الذين عبَّروا عن تفاعلهم بأسلوبٍ عفوي، بالهتاف والتصفيق، لتختتم الأحداث بدعوة الجميع إلى الفرح والابتسامة في وجه الظروف.

«السينوغرافيا»

نجح أبطال العرض في إتقان أدوارهم ببراعةٍ كبيرة، وهم: خالد المرزوقي، وفيصل موسى، ولطيفة جوهر، ووعد طارق، وحميد عبدالله، وعلي محمد، ومحمد زهير، وفهد طارق، وعمار صبحي، ويوسف خليل.

وقد أدار المخرج الحريبي اللعبة المسرحية باحترافيةٍ شديدة، في حين جاء النص الذي ألَّفته القاسمي بالفُصحى بليغاً في الوصف، عميقاً في الطرح، وغزيراً بالمعاني الإنسانية والمفردات الجزلة.

وظهر الديكور بقطعٍ بسيطة، ومن دون مبالغة، حيث اقتصر على بعض الشجيرات، في دلالة على الغابة، تسانده شاشة العرض في بعض اللوحات، التي تتطلَّب الانتقال من مكانٍ إلى آخر.

تجدر الإشارة إلى أن الفريق الفني تكوَّن من مُصمِّم الإضاءة عبدالله الحريبي، ومدير الإنتاج سلطان أحمد، وتصميم الأزياء ميلانا رسول، وتصميم الموسيقى الموس، وتصميم الماكياج وإدارة الخشبة محمد جاسم، وتصميم الاستعراض محمد زهير.