أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء فورية لكل أحياء مدينة غزة، استعداداً لاجتياحها وهو ما تسبب في حالة من الذعر والارتباك لدى البعض فيما قابله آخرون بالخروج في مسيرات بالأكفان لإعلان رفضهم وتحديهم للخطوة التي يدفعون لها في ظل تكثيف الغارات المدمرة على الأبراج الشاهقة، في حين رجحت تقديرات تضاؤل فرص نجاح الاقتراح الأخير للرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
ودعا الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة إلى إخلائها باتجاه الجنوب، عبر محور الرشيد، مشيراً إلى أنه «سيعمل في المنطقة» التي يصفها بأنها آخر معاقل «سلطة حماس» بـ«قوة كبيرة».
وقال جيش الاحتلال في بيان: «إلى جميع سكان مدينة غزة والموجودين في كل أحيائها، من المدينة القديمة وتفاح شرقاً وحتى البحر غرباً أخلوا فوراً باتجاه المنطقة الإنسانية في المواصل، الجيش مصمم على حسم المعركة ضد حماس وسيعمل في منطقة مدينة غزة بقوة كبيرة، كما عمل في مختلف أنحاء القطاع». وأضاف أن «البقاء في تلك المنطقة خطير جداً».
جاء ذلك بعد ساعات من مخاطبة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سكان المدينة لتحذيرهم من البقاء فيها، معلناً «شن عملية برية واسعة النطاق في القطاع».
وقال نتنياهو من غرفة قيادة سلاح الجو لقد تم تدمير 50 برجا في غزة خلال يومين، مشيراً إلى أن «هذه مجرد البداية».
وأضاف: «تعليماتي هي محاربة أوكار الإرهاب بقوة. لقد قضينا بالفعل عليها في مخيمات اللاجئين، في ثلاث منها».
أكفان ورفض
ورداً على التحذيرات والتهديدات الإسرائيلية، تظاهر آلاف الفلسطينيين في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، رفضاً لتهجيرهم من المدينة واحتلالها، ضمن ما تُعرف بخطة «عربات جدعون 2».
وشهدت التظاهرة التي دعت لها العشائر الفلسطينية وقطاعات مدنية، حمل المشاركين فيها للأكفان، في إشارة إلى رفض الانصياع للأوامر الإسرائيلية الرامية لإفراغ المدينة من أهلها وقتل من يبقى.
ورفع المتظاهرون المشاركون في الفعالية لافتات أخرى، كُتب عليها باللغتين العربية والإنكليزية «لا للتهجير» و«لن نرحل».
من جهتها، اعتبرت «حماس» أن تفاخر نتنياهو بتدمير عشرات الأبراج السكنية، وتشريد سكانها الأبرياء، هو صورة من أبشع صور السادية والإجرام لمجرم حربٍ يواصل ارتكاب جرائمه الوحشية في حق المدنيين منذ قرابة عامين.
واعتبرت الحركة تحذير من وصفته بالإرهابي نتنياهو لأهالي مدينة غزة ومطالبته لهم بالخروج منها ممارسة علنية لجريمة تهجير قسري مكتملة الأركان تحت وطأة القصف والمجازر والتجويع والتهديد.
ودانت الحركة صمت وعجز مؤسسات الأمم المتحدة وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، أمام هذه الجرائم الوحشية، متهمة الإدارة الأميركية بالتواطؤ.
عباس و«حماس»
إلى ذلك، صرح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأن على «حماس» تسليم سلاحها في اليوم الأول بعد حرب غزة. وقال عباس خلال لقائه وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر: «حماس لن تكون لها حكومة باليوم التالي من الحرب، وستسلم سلاحها للسلطة الفلسطينية، لأننا نريد دولة منزوعة السلاح».
وأكد عباس أن الأولوية الفلسطينية هي وقف إطلاق النار الفوري في غزة، وإدخال المساعدات الفورية، وإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وإعادة إعمار القطاع ونقله إلى سيطرة السلطة الفلسطينية.
ضحايا وانتقام
ميدانياً، قُتل 35 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على القطاع بينهم 6 من طالبي المساعدات، في حين عمدت سلطات الاحتلال إلى محاصرة عدة قرى فلسطينية في الضفة الغربية قبل قيامها بهدم منزلي عائلتي شابين نفذا عملية إطلاق النار في القدس أمس التي أدت إلى مقتل 7 إسرائيليين.