وأخيراً، خبر يثلج الصدر... الاتحاد الكويتي لكرة القدم يعلن عن توقيع عقد رعاية دوري تحت 20 سنة مع مجموعة الشايع التجارية، ليحمل الدوري اسماً جديداً لامعاً: «دوري أورا». اسم أنيق، وتحرك طال انتظاره.
خطوة مدروسة لا غبار عليها، تلك التي أقدم عليها الاتحاد بالبحث عن رعاية هذا الدوري ليبدأ توجيه البوصلة نحو الاتجاه الصحيح: الفئات السنية، تلك الأرض الخصبة التي تُزرع فيها بذور النجوم الحقيقيين، لا أولئك الذين نلتقطهم بـ «رولات اليوتيوب» في سوق الانتقالات!
الخطوة تستحق الإشادة، لا من باب المجاملة، بل لأنها تعكس تحوّلاً في العقلية الإدارية، فالرعاية ليست فقط للفريق الأول، بل تبدأ من الجذور، ومجموعة الشايع بدورها مشكورة، فهي لم تكتفِ بالإعلانات واللوحات التجارية، بل دخلت في صلب العمل الرياضي من خلال رعاية بطولة أساسية ومفصلية في تطور اللاعبين وقدّمت مثالاً جيداً للقطاع الخاص، الذي مللنا من ندائه دون صدى، وهنا لا بد أن نرفع القبعة لهذه الشراكة التي تمثل نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين القطاع الخاص والحركة الرياضية، فاليوم أتى من يضع ماله حيث يمكن أن يصنع الفرق، ويستثمر حيث يمكن أن يحصد السمعة والمردود الإعلاني. باختصار: «فيد واستفيد»... والعين بصيرة والإعلانات كثيرة.
لكن - ودائماً هناك «لكن» - يبقى التحدي في أن تتحوّل هذه الرعاية إلى واقع ملموس لا مجرد شعار يُرفع وصورة تُلتقط. الدور الآن على الأندية التي تتعامل مع المراحل السنية وكأنها صداع إداري لا أكثر: هل ستستغل هذه الفرصة وتستفيق من سبات «الفرق الأولى أولاً»،؟ وتدرك أن دوري «أورا» قد يكون بوابة ذهبية لاكتشاف وصناعة مواهب تكون نواة للمنتخبات الوطنية؟ وتفهم أن كل لاعب كبير كان يوماً شاباً مغموراً احتاج إلى من يكتشفه ويمنحه الفرصة؟ أم أن بعض الإدارات ستتعامل معه على أنه دوري تنشيطي والسلام، تُسند تدريبه إلى أقرب «قريب» فاضي، وتشارك فيه بتشكيلة من اللاعبين «اللي ما لهم مكان بالبنش»؟
بنلتي
دوري «أورا» مو بس اسم فخم... هو اختبار حقيقي ليظهر من يريد تطوير الكرة فعلاً، ومن يريد فقط «يقول طوّرنا». الاتحاد فتح الباب، والشايع دخل مشكوراً وصارت الكرة اليوم في ملعب الأندية، فهل تدخل وتشتغل؟ ولا كالعادة تقول: «ما عندنا مواهب»... «طبعاً، ما راح تلقى مواهب وإنت أصلاً مشغول بمفاوضة محترف» بو جواز مزوّر!